“لبنان لن يتنازل عن حقوقه في ملّف ترسيم حدوده حتّى لو تطلبت المفاوضات 10 أو 20 عامًا”، هكذا كان ردّ وزير وزير خارجية لبنان شربل وهبة، وإن بشكل غير مباشر، على زيارة الموفد الأميركي الموكل بالوساطة في مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، السفير جون ديروشير.
وصول المفاوضات إلى الحائط المسدود كان مُتوَقّعًا منذ اليوم الأوّل. وقد حذّر مصدر أميركي جدّي في حديث لـ”أساس” من “خطأ الرّهان على تغيير الإدارة في واشنطن، لأنّ الالتزام تجاه إسرائيل وأمنها أمرٌ ثابت في واشنطن”، مشيرًا إلى أنّ “الولايات المتحدة لن تصبر طويلًا في حال أصرّ الجانب اللبناني على “المماطلة” في المفاوضات واعتماد سياسة “تقطيع الوقت”. وسأل المصدر: “هل المسؤولون في لبنان جديين في إنقاذ بلادهم من الانهيار الاقتصادي الذي تواجهه؟ إن كانوا كذلك، لا ينبغي أن يراهنوا على أي تفاوض مع طهران، كما عليهم ألا يختبروا صبر الولايات المتحدة التي لن تتردّد في اتخاذ “إجراءات جديّة” لوضع ملف ترسيم الحدود على السّكة الصحيحة وتكريس دورها كوسيط”.
كشف المصدر لـ”أساس” عن شكوك تدور في واشنطن حول ما أسماه “التصلّب اللبناني” في المفاوضات، وأنّ “هناك رأي في الولايات المتحدة يعتبر أنّ لبنان يحاول إطالة أمد المفاوضات حتى اتضاح صورة الإدارة الجديدة للرئيس المنتخَب جو بايدن”
واعتبر المصدر الجدّي أنّ “كلام الوزير وهبي لا يعكس ما سمعه الوفد الأميركي من إيجابية أدلى بها الرئيس عون، ولا ندري إن كان الوزير اطّلع على ما سمعه الوفد في قصر بعبدا من كلام معاكس تمامًا لما أدلى به إلى وسائل الإعلام”.
وكشف المصدر لـ”أساس” عن شكوك تدور في واشنطن حول ما أسماه “التصلّب اللبناني” في المفاوضات، وأنّ “هناك رأي في الولايات المتحدة يعتبر أنّ لبنان يحاول إطالة أمد المفاوضات حتى اتضاح صورة الإدارة الجديدة للرئيس المنتخَب جو بايدن، وبالتالي انتظار ما ستؤول إليه أي مفاوضات مُقبلة بين إدارة بايدن وبين إيران حول الاتفاق النووي”.
وأضاف المصدر: “هناك في لبنان من يريد أن يُبقي البلاد رهينة ومعها ملف ترسيم الحدود، كون أي تفاوض مُحتمل بين إدارة بايدن والنظام الإيراني لن تقف عند حدود “تخصيب اليورانيوم” بل ستشمل برنامج طهران الصاروخي ونفوذها وسلوكها في المنطقة وصواريخ حزب الله الدقيقة، ولهذا السبب تحديدًا قد يكون هناك مماطلة لبنانية متعمّدة”.
المصدر قال إنّ السفير ديروشير أعرب عن تفهّمه التّام لآلية الوفد اللبناني في رفع “السقف التفاوضي”، إلا إنّه دعا بشكل جدّي إلى ضرورة عدم الإطاحة بالمفاوضات “التاريخية”، ليُكرّس دور بلاده في الوساطة. وبكلام أوضح، فإنّ “وصول المفاوضات إلى نتيجة في النهاية، فإنّه سيكون بلا ريب بسبب مبادرة ووساطة الولايات المتحدة، وليس بجهود الأمم المتحدة”.
إقرأ أيضاً: ترسيم الحدود: البارجة ساعر 6 والعقوبات وهدير الطائرات!
وشدّد ختاماً على أنّ “الخطّ الجديد الذي طالب به لبنان في خيمة المفاوضات وفيه 1430 كيلومتراً مربعًا، تُضاف إلى مساحة الـ860 كلم المُختلَف عليها، التي لحظها “خطّ هوف”، ووصول الخلاف إلى 2290 كيلومترًا مربعًا تقريبًا، لم يكن ضمن الخطوط التي جرت مناقشتها قبل انطلاقة المفاوضات لتكون من بنود التفاوض”. وهذا ما لحظه السفير جون ديروشير في لقاءاته مع الرئيس ميشال عون وقائد الجيش وأعضاء الوفد المرافق.