بدأت قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل) باستعمال طائرات الاستطلاع في تنفيذ المهام الموكلة إليها في قطاع جنوب الليطاني. وقد لاحظ سكّان بعض المناطق الجنوبية تحليق طائرات “غير إسرائيلية” في الأجواء. جاء هذا التحليق الجديد بعدما خاضت الولايات المتحدة الأميركية قبل أشهر قليلة “كباشًا” دبلوماسيًا في مجلس الأمن في محاولة منها لتوسيع مهام قوات اليونيفيل لتشمل مداهمات لأي “موقع مشبوه” في قطاع جنوب الليطاني يخالف قرار مجلس الأمن الدّولي 1701 الصادر في شهر آب من عام 2006. وفي الإطار نفسه، علم “أساس” أنّ بعض مواقع اليونيفيل في الجنوب لبنان تمّ تجهيزها بدفاعات جويّة، وهذا ما لا يُعدّ مألوفًا في طبيعة عمل القوات هناك.
الاستطلاع الجوّي الذي قامت به قوّات الطوارئ الدّولية يفتح علامات استفهام عن طبيعة المراقبة التي تقوم بها جنوب الليطاني، عمّا إذا كانت تمهيدًا لخوض أولى تجارب اليونيفيل بمداهمة “مواقع” ومنشآت تشتبه الولايات المتحدة وإسرائيل بأنّها تضمّ صواريخ دقيقة وغير دقيقة تعود لحزب الله، خصوصًا منطقة عمل جمعية “أخضر بلا حدود”. الجمعية التي طالما طالب مسؤولون أميركيون وإسرائيليون بمداهمتها باعتبارها تتستّر بغطاء “العمل البيئي”، بينما هي في الحقيقة منشأة عسكرية للحزب. وتزامنًا مع إقرار مجلس الأمن الدولي للقرار 2539 الذي مدد عمله اليونيفيل في الجنوب، شهدت المنطقة الحدودية توتّرًا “ليليًا” إثر إعلان الجيش الإسرائيلي أنّ دورية له تعرّضت لإطلاق نار من الجانب اللبناني فردّ بقصف أهداف لحزب الله ومواقع استطلاع على الحدود، تبيّن لاحقًا أنّها منشآت تتبع لجمعية “أخضر بلا حدود”.
الاستطلاع الجوّي الذي قامت به قوّات الطوارئ الدّولية يفتح علامات استفهام عن طبيعة المراقبة التي تقوم بها جنوب الليطاني، عمّا إذا كانت تمهيدًا لخوض أولى تجارب اليونيفيل بمداهمة “مواقع” ومنشآت تشتبه الولايات المتحدة وإسرائيل بأنّها تضمّ صواريخ دقيقة وغير دقيقة تعود لحزب الله
اللافت في “الاستطلاع الأممي” جنوبًا أنّه يتزامن مع وصول مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل إلى “حائط مسدود” استدعى وصول موفد أميركي إلى بيروت التقى رئيس الجمهوية والمسؤولين عن مفاوضات الترسيم. وذلك في ظلّ توتر أمني يشهده الشرق الأوسط مع آخر أيّام الرئيس الأميركي دونالد ترامب واغتيال محسن فخري زاده وبعض الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها حزب الله في محيط بعض مواقعه التي أخلى بعضها في البقاع الشّرقي… فهل ستكون اليونيفيل مشروع “مشكل” مع حزب الله إذا رفض الاستطلاع الأممي فوق مواقع في جنوب الليطاني؟
إقرأ أيضاً: “اليونفيل” على تخوم الضاحية… بموافقة الجيش؟
الجدير بالذّكر أنّه في أواخر شهر آب الماضي، نجح مجلس الأمن الدّولي في تمديد مهام اليونيفيل لسنة واحدة، وتخفيض عديد جنودها من 15000 إلى 13000 ومنحها صلاحيات جديدة بمداهمة أنفاق ومواقع عسكرية قرب الخط الأزرق على الجانب اللبناني، وأن تتزوّد القوات العاملة بكلّ الوسائل التقنية التي تراها مناسبة لإتمام المهام الموكلة إليها من مجلس الأمن الدّولي. قرار مجلس الأمن هذا وإن لم يحقق كلّ ما تتمناه واشنطن وتل أبيب، إلا أنّه فتح “ثغرة” لهما تضع المجلس في “خانة اليك” مع التقرير الذي سيُسلّم كلّ 4 أشهر عمّا تقوم به اليونيفيل في جنوب لبنان.