إنسحبوا من سوريا كي يعود النازحون السوريون إليها. فلا أحد من النازحين السوريين يريد البقاء في لبنان. إنّهم ينتظرون لحظة العودة إلى بلدهم. لكن في المقابل لا بدّ من انسحاب من يحتلّون منازلهم وأراضيهم وأن يتركوها لأصحابها كي يعود السوري إلى وطنه.
بتلك الكلمات يعلّق وزير الدولة الأسبق لشؤون النازحين السوريين معين المرعبي على المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين والنازحين السوريين الذي انعقد في قصر المؤتمرات بدمشق فيصفه ويقول: “إنّه مؤتمر “الجزّارين” بشكل عام، خصوصاً أنّ كل المشاركين بالمجازر السورية كانوا أساس هذا المؤتمر. ومن دون حياء أو خجل يدعون الضحايا من أجل تسليم أنفسهم إلى الجزار. روسيا وإيران وبشار الاسد وأزلامهم وأتباعهم من السلطة اللبنانية بالدرجة الاولى كانوا من المتواجدين في هذا المؤتمر، وكما رأينا كان هناك مقاطعة هائلة وعالمية”.
المرعبي يؤكد أنّ النظام السوري وحلفاءه لم يهجّروا السوريين كي يعيدونهم إلى أراضيهم: “من قام بقتل وتدمير وتهجير شعبه بهذه الطريقة الممنهجة من أجل تغيير ديمغرافي، لا يمكن أن يُقنع أحداً أنّه يريد عودة النازحين إلى بلادهم وقراهم. لم نلمس هذا الأمر بأيّ شكل من الأشكال. لا بل لمسنا العكس. البعض كان شاهداً على أمور عديدة والعالم بأجمعه يشهد على القانون رقم 10 الذي أصدره النظام السوري من أجل أن يستولي على عقارات وممتلكات الشعب السوري. بالاضافة إلى القول إنّ السلطات السورية ستعفي الهاربين من الخدمة العسكرية، وشاهدنا أنّ من عاد تمّ القبض عليه واستتباعه لصالح الجيس السوري. كنتُ شاهداً على مجموعة من العائلات التي تسكن بجوار منزلي في عكار، قُتل شقيقان منها في بلدة “باروحة” (تقع في ريف حمص الغربي) ليس لسبب معين بل فقط من أجل الاستيلاء على أملاكهم وعلى المستندات التي يملكونها، فور عودتهم إلى القرية. هذه حكايات تشهد عليها كل منظمات حقوق الإنسان ومن يتابع هذه الملفات”.
المرعبي يؤكد أنّ النظام السوري وحلفاءه لم يهجّروا السوريين كي يعيدونهم إلى أراضيهم: “من قام بقتل وتدمير وتهجير شعبه بهذه الطريقة الممنهجة من أجل تغيير ديمغرافي، لا يمكن أن يُقنع أحداً أنّه يريد عودة النازحين إلى بلادهم وقراهم”
ويتابع: “الشعب السوري لم يُقتل ولم يُهجّر فقط، بل تم أيضاً تغيير ملامح الأرض والمجتمع بعد التهجير، بنسف المنازل وقطع الأشجار، خصوصاً في القصير والقلمون والزبداني، وتحويلها الى مساحات لزراعة الممنوعات وغيرها من قبل حزب الله والميليشيات الايرانية والأسدية”.
إقرأ أيضاً: وزير بارز لـ”أساس”: النازحون يفتحون طريق لبنان الى صندوق النقد…
المرعبي يؤكد أن أكثرية النازحين السوريين في لبنان هم من القصير وجوارها ويقول: “أهالي القصير سلّموني مذكرة عن رغبتهم في العودة إلى مناطقهم. وعندما لم يتجاوب أحد (حزب الله المحتل لمناطقهم) عادوا وأرسلوا لنا مذكرة يطلبون فيها إمكانية ذهابهم إلى جرابلس في إدلب حيث السلطات التركية أبلغتنا أنّها لا تستطيع استقبالهم… وهذا الأمر يعتبر قطع للجذور”.
وهنا شدّد أنّه “ما على السلطة الللبنانية وحسن نصر الله الذي يتحكم بميشال عون إلا أن يسحب نصر الله ميليشياته من سوريا ليعود السوريون في الليلة نفسها إلى منازلهم. وما على الروسي إلا أن يحمي هؤلاء وأن يمنع عنهم القتل”.