الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهمّ يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.
“أساس” ينشر اليوم الحلقة العاشرة من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، وهي تتحدّث عن رسائل في بريد كلينتون الإلكتروني بعد إلقاء شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي القبض على الوزير السابق ميشال سماحة فيما عُرِفَ بقضية “سماحة – المملوك”.
إقرأ أيضاً: “إيميلات هيلاري” (9): نصرالله فاوض شخصيًا لإنشاء قاعدة للحزب في كوبا!
في 9 آب 2012، وصلت رسالة إلى هيلاري كلينتون من مستشارها جيك سوليفان، نقلها عن الصحافية في شبكة BBC كيم غطّأس، تفيد بأنّ “خبرًأ كبيرًا” وصل من لبنان، إذ تشعر القوى الأمنية اللبنانية بالقوّة الكافية لتعتقل حليفًا رئيسيًا للنظام السّوري في لبنان، بل تمكّنت من أخذ اعترافات منه عن مخطّطات لتنفيذ هجمات كبرى باستخدام القنابل. وجاء في الرسالة أيضًا أنّه بات واضحًا من أنّ النظام السّوري يشعر بالـ”حشرة” ما دفعه لنقل الفوضى إلى خارج حدوده.
كانت القوى الأمنية قد اعتقلت في آب 2012 وزير الإعلام السابق ميشال سماحة الذي يعتبر من الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد وضُبِط 23 عبوة ناسفة مع صواعقها كانت جاهزة لعمليات التفجير المنويّ تنفيذها
وفي سياق متصل، بتاريخ 21 تشرين الأول من عام 2012، وُجِدَ تقرير في بريد هيلاري كلينتون عن اتصال جرى بينها وبين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعيد اغتيال رئيس شعبة المعلومات اللواء الشهيد وسام الحسن تمّ حجبه في البريد من قبل السلطات الأميركية نظرًا لـ”حساسية المعلومات”، إلا أنّ تعليقًا لكلينتون لم تقم السّلطات بحجبه، وفيه أنّ اللواء الحسن كان شخصية أمنية محورية، وله دور مهم في التحقيقات الأولية لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، كما أنّ عملية توقيف “حليف الأسد” ميشال سماحة التي أشرف عليها اللواء الحسن كانت “محطّ إعجاب”، وكذلك كشفه لمخطّط النظام السّوري الذي كان قد وجّه سماحة لتنفيذ عمليات إرهابية، منها اغتيال شخصيات سياسية تنتمي إلى خطّ 14 آذار.
وكانت القوى الأمنية قد اعتقلت في آب 2012 وزير الإعلام السابق ميشال سماحة الذي يعتبر من الدائرة الضيقة للرئيس السوري بشار الأسد وضُبِط 23 عبوة ناسفة مع صواعقها كانت جاهزة لعمليات التفجير المنويّ تنفيذها. وكانت 4 من العبوات الناسفة كبيرة الحجم، زنة الواحدة منها حوالي 15 كلغ من المواد المتفجّرة المدموجة بكرات معدنية صغيرة، ومزوّدة بفتيل متفجر وصاعق، وجهاز تحكّم عن بعد. أما العبوات المتبقّية، فهي صغيرة الحجم زنة الواحدة منها حوالي 1500 غرام، واعترف سماحة في التحقيقات أنّه تلقّى الأوامر من اللواء علي المملوك رئيس جهاز الأمن الوطني في سوريا.