إيميلات هيلاري (11):اهتمام بالغ لكلينتون بزيارة وفد تنظيم الإخوان إلى واشنطن

مدة القراءة 4 د


الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهمّ يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.

“أساس” ينشر اليوم الحلقة 11 من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، وهي تتحدّث عن متابعة هيلاري كلينتون باهتمام بالغ مع فريق عملها زيارة لأعضاء من تنظيم “الإخوان” ضمّ شخصيات من مصر والمغرب وتونس للعاصمة الأميركية واشنطن.

إقرأ أيضاً: “إيميلات هيلاري” (10): مخطط سماحة – المملوك والنظام السّوري المحشور

يوم الأربعاء 4 نيسان 2012، أرسلت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون رسالة إلكترونية لفريق عملها من ضمنهم مساعدها لشؤون الشرق الأدنى والسفير السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان من بضع كلمات: Who is meeting w them?، وقصدت كلينتون: من سيلتقي وفد تنظيم الإخوان الذي كان يزور العاصمة واشنطن يومها.

بعد رسالة كلينتون المبعوثة في تمام الساعة 7:24 صباحًا، جاء الرّد سريعًا من قبل فيلتمان بعد 5 دقائق: “سيدتي الوزيرة، التقيتُ بهم يوم أمس. سيلتقي بيل بيرنز (نائب وزير الخارجية السابق) اليوم بوفد موسّع من الإسلاميين يضم أعضاء تونسيين ومغاربة ومصريين، ويلتقي بوب هورماتس (مساعد وزيرة الخارجية للشؤون الاقتصادية) وبيل تايلور (السفير السابق لدى أوكرانيا) مع المصريين اليوم أيضًا. لقد ذهبوا إلى مجلس الأمن القومي الليلة الماضية”.

يقول المراقبون إنّه كان لها تأثيرات عدة على توجّهات كلينتون نحو تنظيم الإخوان، ولعبت أدوارًا كبيرة في فتح المجال لدخول شخصيات إخوانية الدوائر الضيقة في الحزب الديمقراطي وإدارة أوباما وتنسيق عملهم في الدول العربية مع الولايات المتحدة

ويُكمل فيلتمان في رسالته: “إليكِ ما أرسلته لبيل وبوب عن لقائي مع المصريين”، إلا أنّ وزارة الخارجية الأميركية لم تسمح بالإفراج عن هذا الجزء من البريد الإلكتروني كونه يحتوي معلومات حساسة لا يسمح القانون بكشف محتواها، وكذلك ردّ كلينتون على فيلتمان، فقد منعت السلطات كشف محتواه، إلا أنّ جواب فيلتمان التالي لكلينتون كشفت منه السلطات جملة واحدة جاء فيها: “نعم ذكرت ذلك لهم (يعني وفد الإخوان)”.

ويظهر في البريد عينه، أنّ نائب وزير الخارجية السابق بينز، قال لكلينتون: “سأذكّرهم بأمثلة إيجابية للعدالة الانتقالية مثل ما حصل في جنوب أفريقيا. أجريت محادثة شيقة أمس مع سفير جنوب أفريقيا في واشنطن. وهناك ناشط مسلم أمضى عدة أيام في القاهرة قبل شهرين بدعوة من جماعة الإخوان لمناقشة كيفية تحقيق انتقال ناجح للحكم. يستحق الأمر التشجيع من قبل جنوب أفريقيا والأتراك وغيرهم على متابعة هذه الأنواع من المحادثات مع الإخوان، بالإضافة إلى محادثاتنا القائمة معهم”.

هذه الرسالة، مثلها مثل العديد من الوثائق التي نُشرت من بريد هيلاري كلينتون، والتي تكشف صلابة العلاقة بين تنظيم الإخوان في الدول العربية وخصوصًا مصر وتونس والمغرب، مع دوائر إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ومنهم هوما عابدين، كبيرة موظفي مكتب هيلاري كلينتون، التي كانت مؤيدة بشكل كبير للإخوان. ويقول المراقبون إنّه كان لها تأثيرات عدة على توجّهات كلينتون نحو تنظيم الإخوان، ولعبت أدوارًا كبيرة في فتح المجال لدخول شخصيات إخوانية الدوائر الضيقة في الحزب الديمقراطي وإدارة أوباما وتنسيق عملهم في الدول العربية مع الولايات المتحدة خصوصًا في بداية الربيع العربي بين عامي 2011 و2012.

مواضيع ذات صلة

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…