الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهمّ يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.
“أساس” ينشر اليوم الحلقة التاسعة من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، وهي تتحدّث عن وثيقة في بريد كلينتون تفيد أنّ حزب الله أقام قاعدة عسكرية في كوبا بهدف شنّ هجمات في أميركا اللاتينية.
إقرأ أيضاً: إيميلات هيلاري (8): الحزب تحضّر لسقوط الأسد بصواريخ شمال لبنان!
تلقّت هيلاري كلينتون رسالة من مساعدها سيدني بومنتال عام 2011 تفيد أنّ جهاز الموساد الإسرائيلي بحوزته معلومات وصفها بالـ”حسّاسة” عن أنّ حزب الله ينشئ قاعدة له في كوبا بهدف شنّ هجمات تستهدف المصالح الدبلوماسية والتجارية الإسرائيلية في أميركا اللاتينية، بالإضافة إلى جمع معلومات عن المصالح الأميركية والبريطانية للتعامل معها كأهداف ينبغي مهاجمتها في حال تدخلت أميركا أو بريطانيا عسكرياً في سوريا أو إيران مستقبلًا.
واستند بومنتال في تقريره إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة إلى أنّ الحزب كان قد نشط في ثمانينات القرن الماضي في جمع معلومات بهدف تنفيذ عمليات ضدّ مصالح إسرائيلية وأميركية وبريطانية في أميركا الجنوبية، مشيرًا في الوقت عينه إلى الهجوم الذي استهدف السفارة الإسرائيلية عام 1992 انتقامًا لاغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد عباس الموسوي بغارة إسرائيلية.
حزب الله ينشئ قاعدة له في كوبا بهدف شنّ هجمات تستهدف المصالح الدبلوماسية والتجارية الإسرائيلية في أميركا اللاتينية
وقال بلومنتال في رسالته لكلينتون إنّ خطوة حزب الله بإنشاء القاعدة في كوبا جاءت بتوجيه مباشر من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي تولّى شخصيًا التفاوض السرّي مع ممثّلين عن الحكومة الكوبية وجهاز الاستخبارات الكوبي، وقد استطاع الحصول على موافقة منهم على العمل بوتيرة منخفضة في كوبا، كما وعد نصر الله باتخاذ كلّ الإجراءات المطلوبة لعدم ترك أيّ أثر للأدلة التي يمكن أن تشير إلى دور كوبا في حال شنّ الحزب هجومًا في أميركا اللاتينية انتقامًا لمقتل قائده العسكري عماد مغنية بعبوة ناسفة استهدفته في دمشق عام 2008.
وعد نصر الله باتخاذ كلّ الإجراءات المطلوبة لعدم ترك أيّ أثر للأدلة التي يمكن أن تشير إلى دور كوبا في حال شنّ الحزب هجومًا في أميركا اللاتينية انتقامًا لمقتل قائده العسكري عماد مغنية بعبوة ناسفة استهدفته في دمشق عام 2008
وأشار بلومنتال في تقريره لكلينتون إلى أنّ نصرالله يعتقد أنّ شنّ هجوم في أميركا اللاتينية سيكون له رمزية خاصة في الانتقام لمقتل مغنية الذي كان له “دور بارز” في هجوم بوينس آيرس عام 1992 على السفارة الإسرائيلية، كما أنّ المخطّطين العسكريين في الحزب يعتقدون أنّ الخلايا التابعة للحزب في الباراغواي والبرازيل وفنزويلا ستكون جاهزة لتنفيذ عمليات، إذا تمكّنت من تلقي دعم فعّال من القاعدة في كوبا.