رايبرن وسيلز وميلر: ثلاثي تصعيد أميركي ضدّ إيران والأسد والحزب

مدة القراءة 5 د


ما إن أقال الرئيس دونالد ترامب وزير دفاعه مارك إسبر، حتى استقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي لمحاربة داعش السفير جايمس جيفري، وسرعان ما تمّ تعيين إثنان من أكثر الدبلوماسيين الأميركيين تشددًا تجاه إيران وحزب الله ليحملا مهمّتي جيفري:

الأوّل: نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى والمبعوث الجديد الخاصّ إلى سوريا الجنرال المتقاعد جويل رايبرن، ومُهمّته ممارسة الضغط الأقصى على النظام السّوري “حتّى يجلس على الطاولة”.

والثاني: منسّق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية و”رجل الظل” في محاربة حزب الله السفير ناثان سيلز كمبعوث لدى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

ما إن أقال الرئيس دونالد ترامب وزير دفاعه مارك إسبر، حتى استقال المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي لمحاربة داعش السفير جايمس جيفري

لم يكن اختيار رايبرن كمبعوث خاص إلى سوريا عن عبث، فالرّجل الذي كان مسؤولًا في السّابق عن ملفات إيران وسوريا والعراق ولبنان في مجلس الأمن القومي الأميركي يعلم علم اليقين أدقّ التفاصيل في البلاد المذكورة، كما كان المُنفّذ لعقوبات قانون “قيصر” ضدّ النظام  السّوري والمسؤول الفعلي غير المباشر عن الملف السّوري منذ حزيران حتى خروجه إلى الواجهة رسميًا  قبل أيّام، ما يعني أنّ الدّبلوماسي المتصلّب المؤيّد لسياسة الضغط الأقصى على النظام السّوري سيشرف مباشرة على التنفيذ خلال الأشهر القليلة القادمة للوصول إلى “حلّ سياسي” وفق قرار مجلس الأمن  الدولي رقم 2254.

“ليُنفّذ لبنان الإصلاحات في قطاع الكهرباء، وعندها لن يكون محتاجًا لاستثناء يسمح باستجرار الكهرباء من سوريا”، هذا  ما قاله رايبرن قبل أشهر في معرض ردّه على احتمال السّماح للدولة اللبنانية باستجرار الطاقة الكهربائية من سوريا دون التعرّض لعقوبات قيصر. كما كانت لافتةً تصريحاته ضدّ الميليشيات الشيعية المقاتلة في سوريا، وخصوصًا العراقية منها. فقد قال بعد إطلاق عقوبات قانون قيصر رسميًا: “رأينا منذ فترة طويلة الميليشيات العراقية التي يرعاها النظام الإيراني، تتعامل مع النظام السوري بطريقة تنتهك بشكل واضح نصّ وروح قانون قيصر، وقرارات مجلس الأمن الدولي، و”قيصر” هو الأداة التي سنحاول من خلالها ردع هذا النشاط”.

ورايبرن هو نائب ديفيد شينكر، يأتي أيضًا من الخلفية نفسها: “معهد واشنطن لسياسة الشّرق الأدنى”. يهوى الأسلوب عينه الذي يحبّه مساعد وزير الخارجية لشؤون الشّرق الأدنى، أي الصّمت  الطويل، والكلام الصّلب عند الحاجة، والإكثار من سياسة “العصا الغليظة وفُتات الجزر”، التي طبّقتها الولايات المتحدة في المنطقة بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة.

“ليُنفّذ لبنان الإصلاحات في قطاع الكهرباء، وعندها لن يكون محتاجًا لاستثناء يسمح باستجرار الكهرباء من سوريا”، هذا ما قاله رايبرن قبل أشهر في معرض ردّه على احتمال السّماح للدولة اللبنانية باستجرار الطاقة الكهربائية من سوريا دون التعرّض لعقوبات قيصر

ويبدو أنّ رايبرن الذي جاء تعيينه مع لائحة عقوبات ضمت أكثر من 12 شخصية وكيانًا سوريًا، لن يكون ليّنًا في التعاطي مع النظام السّوري، خصوصًا خلال الفترة المتبقّية من ولاية ترامب، الذي كان يسعى، قبل الانتخابات الرئاسية، لإطلاق سراح أو كشف مصير الصحافي أوستن تايس المختفي في سوريا. وهي “الهديّة” التي امتنع الأسد عن تقديمها. فقد يكون المقابل لهذا الامتناع قاسياً، بحسب العارفين بطريقة تفكير ترامب من جهة، وقسوة فريق إدارته بالتعامل مع الخصوم من جهة أخرى.

أمّا السفير ناثان سيلز الذي عُيّنَ مبعوثًا لدى التحالف الدّولي، فهو أيضًا يأتي من “معهد واشنطن”، وله عداء بارز لإيران وأذرعها بشكل عام وحزب الله بشكل خاصّ.

إقرأ أيضاً: عبد الله بوحبيب لـ”أساس”: بايدن لن يوقف العقوبات على الحزب

وقد أشارت مصادر خاصّة بـ”أساس” أنّ سيلز كان قد كثّف زياراته لدول أوروبية خلال الأشهر الماضية  لإدراج حزب الله كمنظمة إرهابية. وقد نجح في عدد من الدول أبرزها تشيكيا وليتوانيا وغيرها. ويوصف الدبلوماسي الأكاديمي والقانوني بـ”المتميّز” في أوساط الخارجية الأميركية. هو الذي عمل سابقًا كنائب مساعد لوزير الأمن الداخلي للسياسة في الولايات المتحدة، كما عمل في سياسة مكافحة الإرهاب في وزارة العدل الأميركية.

ويشير المراقبون إلى أنّ تعيين شخصيتين متشدّدتين ضدّ الأسد وإيران وحزب الله في الوقت  الذي استبدل ترامب وزير الدفاع مارك إسبر بالمتخصّص بشؤون مكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر “الذي لا يقول لا”، هو مؤشّر ينبغي التوقّف عنده وقراءته بتأنٍّ، خصوصًا أنّ الشخصيتين رايبرن وسيلز ومعهما ديفيد شينكر ووزير الخارجية مايك بومبيو من المقرّبين جدًا من دوائر “لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية” أو ما يُعرَف  اختصارًا بالـAIPAC، أو اللوبي الصهيوني  في الولايات المتحدة، الذي ظلّ صامتًا طيلة فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية دون أيّ موقف واضح لدعم أيّ من المرشّحين….

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…