الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كليتنون هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهم يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.
“أساس” ينشر اليوم الحلقة الخامسة من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، تتحدّث عن تقرير وصل لبريد وزيرة الخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما عن التدخّل الفرنسي في ليبيا بقيادة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وأطماعه في الذهب الذي كان يملكه النظام الليبي السابق برئاسة معمّر القذافي، وخوفه من هيمنة الأخير على الدول الإفريقية الفرنكوفونية.
إقرأ أيضاً: إيميلات هيلاري (4): هكذا فجرّت مخابرات الأسد طرابلس في 2012
في رسالة يعود تاريخها إلى الأوّل من شهر نيسان 2011، تلقّتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون من مساعدها الصحافي سيدني بلومنتال تحت عنوان “العملاء الفرنسيون وذهب القذافي”، يقول الصحافي الأميركي للمرشحة الرئاسية السابقة إنّ فرنسا “زرعت” عملاء داخل المجلس الوطني الليبي، ملمّحًا إلى أنّ الجنرال عبد الفتاح يونس هو الأقرب للفرنسيين، ويُعتَقَد أنّه تلقّى مبالغ غير معروفة منهم، إذ قال يونس لرفاقه في “المجلس” إنّ الفرنسيين وعدوا بتقديم مُدرّبين عسكريين وأسلحة لمعارضي نظام القذّافي. وينقل بلومنتال في التقرير الذي تلقّته وزيرة الخارجية الأميركية السابقة على بريدها الإلتكروني الشخصي أنّ فرنسا لديها مصالح اقتصادية واضحة، إذ يُعتبَر “برنارد ليفي” هو المُروّج للأفكار التي تضمن مصالح باريس في ليبيا.
في تقرير يعود تاريخه إلى 12 نيسان 2011، نقل بلومنتال لكلينتون أنّ حكومة القذافي تمتلك 143 طنًا من الذّهب وكمية مماثلة من الفضّة، قام النظام الليبي في آواخر شهر آذار بنقلها من البنك المركزي
المقطع الأهم في هذه الرسالة من “إيميلات هيلاري” كان الحديث عن “ذهب القذافي” وموارده المالية، والتي اعتبرها بلومنتال أنها “لا حدود لها” وفق آخر تقرير لديه. وفي تقرير آخر يعود تاريخه إلى 12 نيسان 2011، نقل بلومنتال لكلينتون أنّ حكومة القذافي تمتلك 143 طنًا من الذّهب وكمية مماثلة من الفضّة، قام النظام الليبي في آواخر شهر آذار بنقلها من البنك المركزي في طرابلس الغرب إلى منطقة سبها جنوب غرب ليبيا، إذ وُفق التقرير ذاته، فإنّ هذا الذهب كان سيُستعمَل لإنشاء عملة أفريقية لتزويد البلاد الأفريقية الناطقة بالفرنسية بها عوضًا عن الفرنك الفرنسي، إذ كانت هذه العملة الذهبية ستعتمد على الدينار الذهبي الليبي الذي كان القذافي يخطط له.
وفق تقرير بلومنتال، فإنّ كمية الذهب والفضة المذكورة، كانت أحد العوامل التي أثّرت في قرار ساركوزي بشأن التدخّل العسكري في ليبيا بعد تقارير وصلته من ضباط المخابرات الفرنسية بشأنها
ووفق تقرير بلومنتال، فإنّ كمية الذهب والفضة المذكورة، كانت أحد العوامل التي أثّرت في قرار ساركوزي بشأن التدخّل العسكري في ليبيا بعد تقارير وصلته من ضباط المخابرات الفرنسية بشأنها. ويلخّص التقرير الموجود في بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني أنّ خطط ساركوزي للتدخّل في ليبيا حركتها العوامل الآتية:
1- الرغبة في الحصول على حصة أكبر من إنتاج النفط الليبي.
2- زيادة النفوذ الفرنسي في شمال إفريقيا.
3- تحسين الوضع السياسي الداخلي لنيكولا ساركوزي.
4- منح الجيش الفرنسي فرصة لإعادة تأكيد مكانته في العالم.
5- مخاوف مستشاري ساركوزي بشأن خطط القذافي طويلة المدى الذي يهدف لتحل ليبيا مكان فرنسا باعتبارها القوة المهيمنة في الدول الإفريقية الفرنكوفونية.