الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كليتنون هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهم يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.
“أساس” ينشر اليوم الحلقة الرابعة من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، تتحدّث عن دور للمخابرات السورية وحزب الله بتوتير الأجواء في طرابلس والشمال بين الجماعات المحسوبة على التيار السلفي والجيش اللبناني.
إقرأ أيضاً: إيميلات هيلاري (3): الأسد قوّض المصالحة الفلسطينية.. على حدوده
في حزيران 2012 بعث الصحافي سيدني بلومنتال مساعد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري، رسالة نقل فيها تقريراً لوزيرة الخارجية في حينها (هيلاري) نقلًا عمّا أسماه “شخص لديه إمكانية الوصول للأجهزة الأمنية”، وجاء في التقرير: “إنّ جهاز الاستخبارات العسكرية السورية صعّد من عملياته في منطقة طرابلس وجميع أنحاء شمال لبنان، حيث يعتقد قادة عسكريون لبنانيون أنّ ضباط الاستخبارات السوريين يعملون بمساعدة حلفائهم في حزب الله على زيادة التوتر بين الجيش اللبناني والميليشيات السلفية في شمال لبنان على وجه الخصوص، في محاولة للحدّ من الدعم الذي تُقدّمه الجماعات السلفية للجيش السوري الحرّ”.
الحكومة السعودية تلقّت معلومات تفيد بأن الأجهزة السورية ستلاحق المعارضين الذين يلتمسون ملجأ في لبنان”، مضيفًا أنّ “السعودية قد جهّزت خطة طوارئ لإجلاء رعاياها في لبنان إذا دعت الحاجة لذلك
ونقل بلومنتال في تقريره لهيلاري كلينتون: “الجيش اللبناني يتوقّع زيادة التفجيرات ومحاولات الاغتيال السياسية من قبل عملاء سوريين ضدّ مسؤولين لبنانيين، حيث يعتقد المسؤولون الأمنيون اللبنانيون أنّ المخابرات السّورية ستعمل على إخفاء بصماتها عن هذه الهجمات في محاولة لإلقاء اللوم على السلفيين اللبنانيين، وتالياً على الجيش السوري الحرّ“.
وأكمل الصحافي الأميركي في تقريره للمرشحة الرئاسية السابقة: “وبحسب هذا “الشخص”، تعتقد المخابرات السّورية أنه مع تزايد التوتر بين دمشق وأنقرة، يتطلّع الجيش السوري الحرّ (المدعوم من تركيا) إلى استخدام منطقة شمال لبنان كقاعدة إمداد لعملياته داخل الأراضي السورية، كما إنّ المخابرات السّورية على قناعة بأنه من خلال إثارة الصراعات الداخلية في لبنان وتوتير الأجواء، يمكنهم التدخل في إحباط مخططات الجيش السوري الحرّ”.
وجاء في التقرير أنّ بلومنتال نقل لكلينتون عن “مصدر حسّاس” في بيروت قوله إنّ “الحكومة السعودية تلقّت معلومات تفيد بأن الأجهزة السورية ستلاحق المعارضين الذين يلتمسون ملجأ في لبنان”، مضيفًا أنّ “السعودية قد جهّزت خطة طوارئ لإجلاء رعاياها في لبنان إذا دعت الحاجة لذلك”. ويشير إلى أنّ التقرير كان في المدّة التي نصحت فيها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والكويت وقطر مواطنيها بتجنّب السفر إلى لبنان، ومغادرته بسبب الوضع الأمني ??المتوتر”.