عالمياً، تخطّت الإصابات بفيروس الكورونا 40 مليوناً، فيما بلغ عدد الذين شفيوا 30 مليوناً، وعدد الوفيات مليون ومئة ألف. أما لبنانياً، فقد كان لافتاً أمس تحذير مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس الأبيض من احتمال ارتفاع عدد الوفيات بشكل حادّ في فصل الشتاء، في حال لم يتمّ تبنّي سلوك صارم من قبل الأفراد والشركات، وتطبيقه من قبل السلطات. تخوّف أظهره في سلسلة تغريدات نشرها حذّرت من فقدان أقسام العناية في المستشفيات قدرتها الاستيعابية.
إقرأ أيضاً: البزري لـ”اساس”: الوزير متفائل.. لا لقاح حتى الآن
في العودة إلى الأرقام العالمية ودلالتها، يوضح الرئيس السابق لـ”الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتور زاهي الحلو، أنّ عدد الوفيات المسجّل، أي مليون ومئة ألف، هو عدد كبير، لاسيّما وأنّ جائحة الكورونا لم تكمل عامها الأوّل، مضيفاً أنّه “يجب أن نأخذ حذرنا، فالرقم ليس بالبسيط، وحتّى في لبنان لا بدّ أن نلحظ موضوع الوفيات الذي تخطّت أعداده الـ400”.
لا يستبعد الحلو صحّة السيناريوهات التي تتوقّع الأسوأ: “حتى اليوم لم تؤدِّ أيّ من القرارات إلى نتائج إيجابية. لا يوجد انخفاض في عدد الوفيات ولا في عدّاد الإصابات. ولبنان قد تخطّى إيطاليا وبريطانيا والعديد من الدول”
لا ينكر الحلو أنّ شفاء 30 مليون شخص يعدّ عاملاً إيجابياً، لكنّه ينصح بالتوقّف عند عدد الإصابات المسجّلة عالمياً، فبين 40 مليون إصابة، هناك الكثير من الأشخاص الذين سيفارقون الحياة.
وفي لبنان، يرى الحلو أنّ تسجيل 20 وفاة في اليوم الواحد، يتطلب دقّ ناقوس الخطر، معلّقاً: “صحيح أنّ عدد الإصابات مرتفع، غير أنّ هذا العدد من الوفيات ليس سهلاً بالنسبة إلى لبنان. لذا، لا بدّ من تطبيق إجراءات أكثر صرامة، إذ هناك حالة تفلّت حتى في المناطق المعزولة، والحركة الزائدة في المقابل في المناطق التي لم تعزل وتعاني من الاكتظاظ”.
لا يستبعد الحلو صحّة السيناريوهات التي تتوقّع الأسوأ: “حتى اليوم لم تؤدِّ أيّ من القرارات إلى نتائج إيجابية. لا يوجد انخفاض في عدد الوفيات ولا في عدّاد الإصابات. ولبنان قد تخطّى إيطاليا وبريطانيا والعديد من الدول”.
يدعو الحلو في ختام حديثه إلى ضبط “موضوع المسافرين، خصوصاً الطائرات الآتية من العراق: “الطائرة العراقية التي وصلت منذ يومين سجّلت 36 إصابة، وهذا تكرّر في أكثر من طائرة خاصة تأتي من النجف. لا بدّ من التشدّد”
لا تستبعد الدكتورة أن يتوجّه لبنان “نحو سيناريو لا يطمئن، فالإصابات ترتفع وهناك تخوّف من عدم قدرة الجسم الطبي على الاستيعاب لا سيما في موسم الشتاء والإنفلونزا”
من جهتها، ترى المتخصّصة في الأمراض الجرثومية الدكتورة ريما خنكرلي، أنّ النسبة المسجّلة العالمية في كورونا ما زالت مقبولة، مضيفة في حديث لـ”أساس”: “فيروس كورونا هو وباء عالمي، وهناك إصابات في أكثر من 200 بلد. ومع ذلك، ما زالت نسب الإصابات مقبولة. هناك أشخاص يفارقون الحياة سنوياً بسبب الإنفلونزا والسرطان أكثر من وفيات الكورونا”.
وفق الدكتورة خنكرلي، فإنّ الخوف الكوروني يعود إلى عدم وجود لقاح ولا علاج، موضحة عند سؤالها عن موضوع إصابة الأطفال: “الأطفال يصابون بالفيروس، لكن مناعتهم محفّزة أكثر من الكبار، فيحاربونه بشكل أفضل، كون أجسامهم تتعرّف عليه سريعاً وتنتج مضادات حيوية”. وتلفت الدكتورة في السياق نفسه إلى أنّ المناعة تنخفض كلما تقدّم الشخص في العمر.
ولا تستبعد الدكتورة أن يتوجّه لبنان “نحو سيناريو لا يطمئن، فالإصابات ترتفع وهناك تخوّف من عدم قدرة الجسم الطبي على الاستيعاب لا سيما في موسم الشتاء والإنفلونزا”.