استقالات من تلفزيون الثورة: يحيّد المصارف ويدافع عن بوصعب

مدة القراءة 5 د


في 17 تشرين الأوّل 2020 (الذكرى الأولى لانتفاضة الشعب اللبناني) انطلق “تلفزيون الثورة” على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما كان قد أطلق في شهر آب إعلانه الترويجي الأوّل، الذي ضمّ كوكبة من الإعلاميين والفنانين، أبرزهم: طارق سويد، وسام صباغ، كارمن لبس، كارلا حداد، سنا نصر، طوني أبو جودة، زياد سحاب، ماتيلدا فرج الله، غادة عيد، سابين عويس، إلسي مفرج، ريما صيرفي، يمنى شرّي، راغدة شلهوب، جوزيف حويك، ادمون ساسين، هشام حداد، وسمية شختورة.

إقرأ أيضاً: إعلام الثورة: هل انتصرت مواقع التواصل على التلفزيونات؟

التلفزيون كان أعلن في “البرومو” الترويجي الثاني أنّه مع شعار “كلن يعني كلن”. وأعلن كذلك أنّه سيفتح ملفات عدّة، منها: الفساد القضائي، المستشفيات، الجامعات والمدارس، التلاعب في أسعار المواد الغذائية، الفساد في قطاع التأمين، الفساد في قطاع الأدوية، أزمة المحروقات، البلديات، إضافة إلى الـ”توك شو” السياسي.

اللافت هنا أنّ هذا الإعلان الترويجي لم يأتِ على ذكر المصارف ولا تحدّث عن مسؤوليتها في الأزمة التي تضرب لبنان واللبنانيين. ما دفع ناشطين إلى التساؤل علناً: هل المصارف هي التي تموّل تلفزيون الثورة؟

أما الإعلامية غادة عيد، فأكّدت لـ”أساس” أنّها لم تنخرط في تلفزيون الثورة، موضحة “تمّ التواصل معي، وتحمّست في حينها للفكرة. لكن بعد تصوير البرومو، لم يحدث أيّ تواصل وتفاجأت بالمونتاج النهائي”

غير أنّ هذا السؤال بقي معلّقاً، لربما تكون “نسوة”، في انتظار تبلور المشهد وما سيقدّمه المشاركون في برامجهم. لكل قبل أيام جاءت الضربة الثانية للتلفزيون الصاعد، من خلال برنامج “السلطة الرابعة الذي تقدّمه الإعلامية غريس الريس، والذي حاول تبييض صفحة النائب والوزير العوني إلياس بو صعب، عبر الإعلان أنّ “الرجل باعتراف أكثرية اللبنانيين من أنجح الوزراء. وأنّ هناك حملة يتعرض لها”. وذلك في تعليق على خلاف بو صعب مع وزير التربية الحالي طارق مجذوب حول ملفات الفساد في وزارة التربية.

 

لكن لماذا انحياز تلفزيون الثورة إلى جانب بو صعب؟

 مؤسسة التلفزيون ماتيلدا فرج الله، قالت في اتصال مع “أساس” أنّها “غادرت المشروع قبل انطلاقه بيومين”، وتتحفّظ عن ذكر الأسباب وتكتفي بالقول: “ليس لديّ ما أشرحه”.

وفق معلومات “أساس”، فإنّ ماتيلدا ليست الوحيدة ضمن قائمة الأسماء التي خرجت من هذا المشروع، فهناك أسماء لم تكمل انضمامها لأسباب عدّة. فالإعلامية سابين عويس والتي تمّ التواصل معها منذ 4 أشهر، وكانت متجاوبة فضّلت الابتعاد “بسبب ظروف خاصة” ألمّت بها، وهي حالياً ما زالت متريثة “لأسباب شخصية ومهنية”.

أما الإعلامية غادة عيد، فأكّدت لـ”أساس” أنّها لم تنخرط في تلفزيون الثورة، موضحة “تمّ التواصل معي، وتحمّست في حينها للفكرة. لكن بعد تصوير البرومو، لم يحدث أيّ تواصل وتفاجأت بالمونتاج النهائي”.

تضيف عيد: “لم يتمّ الحديث في تلك المرحلة لا عن البرنامج ولا عن فكرته. أما حماستي المسجّلة منذ 7 أشهر للمشروع فكانت انطلاقاً من كونه مشروع الثورة”.

وفيما ترفض “المتاجرة باسم الثورة”، فهي ليست ماركة ولا “براند”: “لا يمكن لقناة تحمل اسم الثورة، أن تمدح أيّاً من المسؤولين. السلطة نفسها لا تجرؤ اليوم على مدح المسؤولين فكيف بتلفزيون يحمل اسم الثورة؟!”. تقول تعليقاً على الدفاع عن بو صعب.

وعن تحييد القطاع المصرفي من قبل هذه الشاشة “الثورية”، تقول عيد: “لهذا السبب لست معهم، الثورة “كلن يعني كلن”، ولا مساومة، والقطاع المصرفي هو في مقدّمة هذا الشعار لكونه يمسّ بالمواطن وبعرق جبينه، وأنا شخصياً مع محاكمة رياض سلامة”.

وفي الختام، تؤكد عيد أنّ “الثورة موجودة في معاناة الناس، هؤلاء نزلوا إلى الشارع بصدق، ولا بدّ من مشروع بديل تمشي الناس وراءه. وهذا يتطلّب توحيد القوى والجهود لتشكيل حكومة الثورة والتحضير لانتخابات نيابية بلوائح الثورة”.

تنفي مفرج أن تكون هناك خطوط حمر تجاه المصارف: في فيديو سابق للإعلامية غريس الريس، انتُقد أحد المصارف بشكل علني وذكر اسمه. وقلنا بشكل واضح على الهواء إنّ المصارف قد أكلت أموال المودعين

أما الإعلامية إلسي مفرج، التي ستقدّم برنامجاً يدافع عن الحريات العامة والحقوق عبر “تلفزيون الثورة”، فتعتبر ردّاً على الانتقادات التي وجهها ناشطون لفيديو بو صعب: “معهم حق”، مضيفة “ما حصل خطأ في التعبير،  ونحن نعمل على معالجة الموضوع، وسيتمّ توضيح هذا الأمر غداً”.

تنفي مفرج أن تكون هناك خطوط حمر تجاه المصارف: “في فيديو سابق للإعلامية غريس الريس، انتُقد أحد المصارف بشكل علني وذكر اسمه. وقلنا بشكل واضح على الهواء إنّ المصارف قد أكلت أموال المودعين. كذلك سيكون هناك برنامج خاص قريباً يقدّمه إعلامي كبير وسيتناول موضوع المصارف”.

وعن الشخصية التي تدير التلفزيون حالياً في ظلّ مغادرة بعض الأسماء، توضح مفرج، أنّ “صاحب الفكرة والمسؤول عن الإدارة هو الناشط إيلي معربس”، موضحة أنّه يتم إعادة هيكلة التلفزيون من خلال تشكيل الفريق المعنيّ بالتقارير والاستقصاء.

وتوضح أنّ تمويل التلفزيون يأتي من مصادر عديدة: “إيلي معربس يغطي جزءاً من التمويل، وهناك أيضاً رجال أعمال مغتربون بعضهم كانوا حزبيين وغادروا أحزابهم، والبعض الآخر مستقل بشكل كامل عن السلطة. أما المصدر الثالث فهو الإعلانات الأونلاين”.

هكذا وقع تلفزيون الثورة في فخّ السياسة والمال منذ خطواته الأولى، و”المي بتكذب الغطاس”.

 

*للحديث صلة عن تلفزيون “17” المنتسب إلى الثورة أيضاً.

مواضيع ذات صلة

هل يستبدِل برّي حليفه فرنجيّة بأزعور؟

يدور الاستحقاق الرئاسي في حلقة مُفرغة، أحد أبرز عناصر كَسرِها التوصّل داخلياً إلى تسوية تَمنع الثنائي الشيعي من أن يكون في جلسة التاسع من كانون…

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…