كلام كثير أثير عن زيارة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر إلى لبنان، ونشرت مواقع وتلفزيونات أنّه “روّج لتكليف الرئيس سعد الحريري”. إلا أنّ ما تمّ تسويقه إعلاميًا عن هذه الزيارة لم يكن دقيقًا، بل هو بحسب مصدر جدّي في وزارة الخارجية الأميركية عبارة عن “تمنيّات داخلية”.
إقرأ أيضاً: ابراهيم في واشنطن: المخطوف تايس مقابل تطبيع خليجي مع سوريا
المصدر قال لـ”أساس” إنّ المساعد شينكر ليس من مهامه التسويق لأحد وهو لم يُسوّق في الأساس لأي اسم لرئاسة الحكومة، بل كان كلامه واضحًا مع أكثر من التقى بهم من من الرؤساء والشخصيات السياسية أنّ واشنطن لا تتدخّل بالشأن الداخلي اللبناني ولا تدخل في “لعبة” القبول والرّفض، إلا أنها تنتظر من القيادات السياسية اللبنانية التحرّك السريع وتشكيل حكومة تلبّي تطلعات اللبنانيين والمجتمع الدّولي والقيام بالإصلاحات كي تحصل على مساعدات.
لما لا يُركّز اللبنانيون على إجراء انتخابات مبكرة تعطي دفعًا سياسيًا وتُجري تغييرًا جديًا بما أنّ اللبنانيين سئموا من الطريقة التي تُدار بها البلاد وما سببته الطبقة الحاكمة طيلة عقود من الزّمن من سوء إدارة وفساد وهدر
وأضاف المصدر الأميركي: “الفرقاء اللبنانيون يتصرفون وكأنّ لديهم متسعًا من الوقت، ألا ينظرون إلى البلاد المنهارة؟ وزير الخارجية مايك بومبيو كان واضحًا في تغريدته في ذكرى اندلاع الثورة، حيث أكّد أنّ الطريقة التي كانت تُدار بها شؤون البلاد لم تعد مقبولة، فكيف يخرج من يقول أنّ واشنطن تسوّق لهذا الاسم أو ذاك؟”. وأكّد لـ”أساس” أنّ الاقتصاد اللبناني الذي يمر بأسوأ حالاته هو قنبلة موقوتة قد تنفجر بأي لحظة”، وأضاف: “المُؤكّد هو أنّ الرّهان على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لإحداث تغيير سياسي كبير هو من “نسج الخيال”، وأنّ تغييرًا جذريًا في السياسة الأميركية تجاه لبنان وحزب الله لن يحصل على الإطلاق مهما كانت نتائج الانتخابات التي ستُجرى في 3 تشرين الثاني المُقبل”. وسأل: “هل يظنون أنّ نتائج الانتخابات الرئاسية قد تسمح لهم عدم القيام بالإصلاحات ومراقبة المطار والمعابر الحدودية والحد من التهريب؟ عليهم أن يستيقظوا من هذا الحلم!”.
وسأل المصدر: لما لا يُركّز اللبنانيون على إجراء انتخابات مبكرة تعطي دفعًا سياسيًا وتُجري تغييرًا جديًا بما أنّ اللبنانيين سئموا من الطريقة التي تُدار بها البلاد وما سببته الطبقة الحاكمة طيلة عقود من الزّمن من سوء إدارة وفساد وهدر ورضوخ لمنطق السلاح الذي ينبغي ألا يكون أداة سياسية بعد الآن لفرض الشروط والتحجج به لتمرير الصفقات المشبوهة”.
وختم: “إن كانوا لا يستطيعون تحمّل المسؤولية وإجراء ما هو مطلوب للحصول على الدعم الدولي وإنقاذ بلادهم وشعبهم من الانهيار، فلماذا وجودهم إذًا؟”.