الثالثة ثابتة: الأميركيون يكذّبون بيان بعبدا

مدة القراءة 3 د


للمرّة الثالثة على التوالي، يعمد مكتب الإعلام في القصر الجمهوري لنشر أنباء تتعلّق بلقاءات أو اتصالات رئيس الجمهورية ميشال عون مع مسؤولين أميركيين، فبعد السفيرة الأميركية دوروثي شيا، ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد  شينكر، جاء دور وزير الخارجية مايك بومبيو.

إقرأ أيضاً: عوكر لـ”أساس”: شينكر لم ينوّه بالرئيس عون

بيان وزارة الخارجية الأميركية الصادر عن المتحدّثة الرسمية مورغان أورتاغوس كان  واضحًا في سلسلة النقاط التي بحثها عون مع رأس الديبلوماسية الأميركية في اتصال هاتفي يوم الاثنين. ترسيم الحدود، وتشكيل حكومة تقوم بالإصلاحات وتحارب الفساد. وذلك في سياق التوضيح. لأنّ بيان القصر الجمهوري قبل 24 ساعة كان ادّعى أنّ الرئيس شكر بومبيو على دور “واشنطن في تسهيل ترسيم الحدود البحرية”، وأنّ أميركا ستقدّم “مساعداتٍ لإعادة إعمار الأحياء التي تضرّرت بفعل انفجار 4 آب”.

تكرّر الأمر قبل أيّام بعد لقاء عون بشينكر، وقصة السّيف الشهيرة التي حوّلها قصر بعبدا إلى “تنويه بدور الرئيس عون”. ليصدر شينكر توضيحاً ينفي

التباين بين البيانين يدلّ بالربط  بينهما على أنّ وزير الخارجية الأميركي اشترط كالعادة  تقديم أيّ مساعدات أميركية أو دولية للبنان بإجراء الإصلاحات ومحاربة الفساد. ويؤكّد ذلك التغريدة التي كتبها قبل أيّام على صفحته على تويتر عن  الوضع  في لبنان:  “Business as usual is unacceptable”، وهذا الاستنتاج بحال اعتمدنا قاعدة “تفسير الوارد بالوارد”. إلا أنّ المفارقة الكبرى بين البيانين اللبناني والأميركي كان تجاهل قصر بعبدا لذكر مطالبة بومبيو لعون بتشكيل حكومة إصلاح ومحاربة للفساد، علمًا أنّ كلّ مسؤول أميركي يزور لبنان أو يُغرّد عن  لبنان أو يكاد يمرّ بجانب لبنان يذكر هذه العبارة.

وكان إعلام بعبدا قد نسبَ مرتين ثناءً أميركيًا على ما يقول إنّه “دور الرئيس عون في محاربة الفساد”. حصل هذا في شهر حزيران الماضي بعد لقائه السفيرة شيا، وقال بيان القصر إنّ “الولايات المتحدة تدعم الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها لبنان كي يتمكّن من الخروج من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منه”. سريعاً نفت السفارة وأكّدت أنّ السفيرة الأميركية لم تُصرّح أساسًا بعيد لقائها عون.

ثم تكرّر الأمر قبل أيّام بعد لقاء عون بشينكر، وقصة السّيف الشهيرة التي حوّلها قصر بعبدا إلى “تنويه بدور الرئيس عون”. ليصدر شينكر توضيحاً ينفي.

الأمل أن تكون الثالثة ثابتة.

مواضيع ذات صلة

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…

مبعوث ترامب إلى الشّرق الأوسط: معجب “بروحانية” نتنياهو..

تشبه الشّخصيّات التي رشّحها الرّئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب شخصيّته الجدليّة. فهو كما فاجأ المراقبين يومَ فازَ في انتخابات 2016، وبفوزه الكبير في انتخابات 2022،…

هوكستين موفد ترامب… فهل يضغط لإنجاز الاتّفاق؟

كثيرٌ من الضبابية يحيط بمصير المفاوضات التي قادها آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، أو بالأحرى بين “الحزب” وإسرئيل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي. التفاؤل…

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…