قالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية لـ”أساس” إنّ الزيارة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر “لن تقتصر على لبنان، وأنّ الرّجل مكلّف بمتابعة العديد من الملفات بالإضافة إلى الملف اللبناني الذي يدخل ضمن اختصاصه، ومن المتوقع أن يقوم بجولة على دول شرق أوسطية”.
قالت مصادر الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة تدعم أي حكومة لبنانية تلبي طموحات الشّعب اللبناني وفي مقدّمتها العمل على إقرار قانون انتخابي جديد غير الحالي المُفصّل على مقاس “جبران باسيل”، وإجراء انتخابات نيابية جديدة بمراقبة دولية تضمن نزاهتها
المصادر عينها لمّحت إلى حراك أميركي شرق أوسطي بدأ مع زيارة وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو إلى دول عدّة أبرزها الإمارات وإسرائيل والسّودان، كما أن شينكر سيقوم بجولة مكمّلة لما بدأه بومبيو في الشّرق الأوسط، ليليه مستشار الرئيس الأميركي ومهندس ما يُصطلح على تسميته “صفقة القرن” جاريد كوشنر، الذي سيحطّ رحاله في المنطقة قريبًا، لكن حتّى الساعة لم يُعلم إن كان كوشنر سيزور بيروت أم لا…
إقرأ أيضاً: مصادر أميركية لـ”أساس”: ليتمنَّ ألا يلتقيه شينكر!
الحراك الأميركي المستجدّ بزخم في هذا التوقيت تزامنًا مع “انسحابات” يعدّ لها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العراق وسوريا، يشير إلى تعاطٍ جديد للولايات المتحدة مع ملفات المنطقة ومن ضمنها لبنان.
في حال فوز الرئيس ترامب بولاية ثانية فإنّ مصير التسوية مع إيران سيكون محتومًا كون المحادثات البعيدة عن الإعلام الجارية بوساطة عمانية توصّلت إلى “أرضية” يمكن البناء عليها بشكل سريع، بغض النّظر عن التصريحات الإيرانية، وأنّ حزب الله على دراية بهذه التطورات
إذ قالت مصادر وزارة الخارجية الأميركية لـ”أساس” إنّ التصريح الأخير للرئيس ميشال عون الذي لمّح إلى أنّ لبنان عنده “مشاكل” مع “إسرائيل” وينبغي أن تُحلّ قبل الكلام عن عملية السّلام، وجد أصداءً مهمّة في الدوائر الأميركية وفي البيت الأبيض. وقالت المصادر إنّه من المحتمل أن يطّلع شينكر من عون على خلفيات كلامه ومدى جديّة لبنان بهذا الكلام. وإذا لمس شينكر جديّة لبنانية فإنّ واشنطن ستسعى حتمًا لتقريب وجهات النّظر، وهذا بحسب كلام المصادر الأميركية.
المصادر قالت إنّه ينبغي على الساسة في لبنان أن ينظروا جيّدًا إلى المتغيرات التي تمرّ بها المنطقة، وأنّه في حال فوز الرئيس ترامب بولاية ثانية فإنّ مصير التسوية مع إيران سيكون محتومًا كون المحادثات البعيدة عن الإعلام الجارية بوساطة عمانية توصّلت إلى “أرضية” يمكن البناء عليها بشكل سريع، بغض النّظر عن التصريحات الإيرانية، وأنّ حزب الله على دراية بهذه التطورات.
وعن التعاطي مع الداخل اللبناني، أكّدت المصادر أنّ الولايات المتحدة تريد قيام دولة فعلية في لبنان عمادها مراقبة الحدود والمرافئ البحرية والمطار ومحاسبة الفاسدين، وأنّ واشنطن أكثر من جديّة. وقالت المصادر إنّه على الطبقة السياسية في لبنان أن تكون أكيدة وعلى يقين أنّه لا ينبغي لها أن تحلم بفلسٍ واحد من المجتمع الدّولي بحال لم يتم وضع أسس لدولة فعلية في لبنان بعيدة عن هيمنة حزب الله، الذي اعتبرت المصادر أنّ هيمنته هي سبب مباشر لانفجار المرفأ الذي قتل اللبنانيين وشرّدهم، وهذه الرّسالة سيوصلها شينكر إلى الجميع دون استثناء.
وعن الموضوع الحكومي، قالت مصادر الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة تدعم أي حكومة لبنانية تلبي طموحات الشّعب اللبناني وفي مقدّمتها العمل على إقرار قانون انتخابي جديد غير الحالي المُفصّل على مقاس “جبران باسيل”، وإجراء انتخابات نيابية جديدة بمراقبة دولية تضمن نزاهتها.