هل يكفي بيان غير معروف المصدر، يُنسب لمصادر أمنية، كي يتبرّأ الشقيقان اللدودان سعد وبهاء رفيق الحريري، مما حصل من اشتباكات ورعب ودماء في الطريق الجديدة فجر أمس؟ وهل يكفي بيان تأخّر 24 ساعة من الرئيس سعد الحريري؟ ومن هم الطارئون الذين تحدّث عنهم في تغريدته المتأخرة؟
الطريق الجديدة وأهلها الأحباء لن يسمحوا للطارئين باخراجها من كنف الشرعية والقانون. ترويع المواطنين الآمنين واستخدام الاسلحة الحربية في اشكالات فردية لن يقبل بهما احد ونحن سنبقى الى جانب اهلنا في الطريق الجديدة وكل بيروت ابناء مدرسة رفيق الحريري المتمسكة بالدولة والشرعية والقانون.
— Saad Hariri (@saadhariri) September 8, 2020
وحدهما سعد وبهاء يتحمّلان مسؤولية الذعر والرعب الذي عاشه أبناء الطريق الجديدة في كافة أحيائها من السبيل إلى ساحة المفتي حسن خالد وصولاً إلى أبو سهل وجوارها.
إقرأ أيضاً: مزحة اسمها بهاء الحريري
وحدهما مسؤولان عن صراخ وبكاء الأطفال طوال الليل خوفاً من أصوات الرصاص والقنابل والقذائف الصاروخية.
وحدهما يتحمّلان خسائر أهل الطريق الجديدة أبناء بيروت من سيارات ومتاجر نُهِبَت وأُحرِقَت. وهم لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بما يحصل.
قد لا يكون لسعد أو بهاء علاقة مباشرة بالإشكال الذي حصل بالأمس، لكن علاقتهما بتمويل ورعاية وحماية هذه المجموعات لا يمكن التنكّر لها
لا يمكن لسعد أن يتنكّر من تبعية ع. ش. (فلسطيني الجنسية) له ولتياره. فمشاركاته على المجموعات الزرقاء عبر الواتساب منتشرة لا بل يعتبر من الفاعلين فيها، ولقاءاته وتنسيقه مع أحمد هاشمية معروفة. كما لا يمكن لبهاء أن ينكر علاقة م. ك. ابن مدينة عرسال، به. وصوره التي رفعت في أبو سهل رفعها هو وأنصاره..!
قد لا يكون لسعد أو بهاء علاقة مباشرة بالإشكال الذي حصل بالأمس، لكن علاقتهما بتمويل ورعاية وحماية هذه المجموعات لا يمكن التنكّر لها.
سكان الطريق الجديدة كلّهم، ومعهم الأجهزة الأمنية كلّها، يعرفون جيداً أنّه لا يمكن مساءلة م.ك.، ولا يمكن توقيفه. وإن تمّ توقيفه أو توقيف أحد أنصاره، فسيفرج عنه بعد ساعات بتدخل من جهات عليا عسكرية. كما يعرفون جيداً أنّ ع.ش. لديه الغطاء السياسي الكامل كي يفعل ما يشاء، من قطع طريق المدينة الرياضية عند الطلب، وانتهاء بفرض الخوّات على المحال والبسطات في المنطقة. فالرجل محسوب على تيار المستقبل، كما يقول الأمنيون.
“لم تعد الطريق الجديدة قادرة على التحمّل أكثر”، جملة سمعها سعد وبهاء كثيراً في الفترة الاأخيرة، لكن لم يُعِر أيّ منهما اهتماماً لها.
لعبة الدماء لا يمكن إيقافها وستنتشر في كلّ المناطق وفي كلّ لبنان، فتجربة التنظيمات والميليشيات العسكرية فشلت في 7 أيار 2008 رغم ميزانيتها الضخمة التي فاقت الـ250 مليون دولار. فمن لا يجيد المقاومة السياسية بالتأكيد غير مؤهل للقيام باشتباكات عسكرية
الطريق الجديدة ضاقت ذرعاً بهذا التفلّت الأمني والخوّات المفروضة على أبنائها. الطريق الجديدة لم تعد تريد من سعد أو بهاء كرتونة مونة أو حصّة من لحوم الأضاحي، كما لم تعد تريد وظيفة أو علاجاً أو مدرسة. جلّ ما تريده الطريق الجديدة أن يسحب سعد وبهاء أتباعهما من شوارعها. هم لا يطالبونهما بتأمين سبل الحياة، بل مطلبهم أن يتركا أهل بيروت يعيشون هذه الحياة الصعبة بما ملكت أيديهم.
لعبة الدماء لا يمكن إيقافها وستنتشر في كلّ المناطق وفي كلّ لبنان، فتجربة التنظيمات والميليشيات العسكرية فشلت في 7 أيار 2008 رغم ميزانيتها الضخمة التي فاقت الـ250 مليون دولار. فمن لا يجيد المقاومة السياسية بالتأكيد غير مؤهل للقيام باشتباكات عسكرية.
ومن حقّ أبناء الطريق الجديدة أن يعيشوا بكرامة وأمان من حقّهم أن يطمئنوا إلى أنّ سياراتهم ومحالّهم لن تُحرق في إشكال مجّاني لا علاقة لهم به. من حقّهم ألا يتطاول عليهم “غريب” أو نازح، وبات يتحكّم بيومياتهم.
الطريق الجديدة قلب بيروت والبيارته، ومن حقّها العيش بسلام.
يبقى أنّه كان لافتاً تصريح المفتي عبد اللطيف دريان بعد استقباله وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة محمد فهمي، إذ أبدى أسفه “من اقتتال الإخوة” في الطريق الجديدة..! ليدحض بكلامه وتوصيفه كلّ بيان.