الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهمّ يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الأوسط والعالم.
“أساس” ينشر اليوم الحلقة الثالثة من هذه الرسائل، ضمن سلسلة حلقات متتابعة، تتحدّث عن دور النظام السّوري بدفع اللاجئين الفلسطينيين لاختراق الحواجز الإسرائيلية في الأراضي السّورية المحتجة بهدف تقويض جهود المصالحة الفلسطينية التي كانت قائمة يومها.
إقرأ أيضاً: إيميلات هيلاري (2) عن عون: تفاهم مار مخايل حشر الحزب بالزاوية
في إحدى الرسائل المكتشفة من بريد المرشّحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، نجد تقريراً مُرسَلاً إليها يتحدّث عن الأوضاع والتطوّرات على الحدود السورية مع فلسطين المحتلّة، والأحداث التي شهدتها بعد محاولة متظاهرين فلسطينيين اختراق الحواجز الإسرائيلية في ذكرى النكبة عام 2011. وهو العام الذي شهد الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة السورية ضدّ نظام بشّار الأسد.
يذكر البريد أنّه في ذلك اليوم، تمكّن أكثر من 100 متظاهر أغلبهم من الفلسطينيين من تجاوز السياج ودخول بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان. ووصل أحد المتظاهرين إلى تل أبيب برفقة “نشطاء سلام”، كما استشهد 4 من الفلسطينيين وجرح العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي اعتقل العديد منهم.
في التقرير نفسه الذي ورد في أحد رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية، ذُكِرَ أنّ حركة “حماس” التي كانت تُطلق صواريخ في الفترة نفسها على الأراضي المُحتلة جنوب فلسطين، كانت تهدف للضغط على “المجلس الأعلى للقوات المسلحة”، الذي كان يُدير البلاد بعد رحيل نظام الرئيس حسني مبارك
التقرير الموجود في بريد كلينتون، يقول إنّ ردّ الفعل من الجانب الإسرائيلي كان مُبالغًا فيه بسبب “الدور المُحتمل” للنظام السّوري في تشجيع المتظاهرين على اختراق الحواجز، وذلك لسببين حسبما جاء في الرسالة:
الأوّل: هو صرف الأنظار عن الأزمة الداخلية التي يعاني منها النظام السّوري بسبب الاحتجاجات التي عمّت البلاد. أمّا السبب الثاني، فهو لتقويض جهود المصالحة التي كانت قائمة يومها بين حركتي فتح وحماس، وذلك بعد طرد النظام لعناصر قيادة حماس المقيمين في دمشق بسبب الدور الذي لعبته الحركة في الأزمة السورية وعدم وقوفها مع النظام سياسيًا.
وتحدّث التقرير أيضًا عن مصلحة مشتركة بين النظامين السّوري والإيراني بتقويض أيّ جهود للمصالحة على الرغم من أنّهما أعطتا “الضوء الأخضر” لحماس في وقت سابق لـ”التكيّف” مع حركة فتح كوسيلة “لانتزاع الدعم العربي”.
وفي التقرير نفسه الذي ورد في أحد رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية، ذُكِرَ أنّ حركة “حماس” التي كانت تُطلق صواريخ في الفترة نفسها على الأراضي المُحتلة جنوب فلسطين، كانت تهدف للضغط على “المجلس الأعلى للقوات المسلحة”، الذي كان يُدير البلاد بعد رحيل نظام الرئيس حسني مبارك. إلا أنّ هجمات “حماس” خفّت وتيرتها بسرعة، وذهبت نحو المصالحة راغبة بفكّ عزلتها، وفرض واقع سياسي على إسرائيل.