كورونا: الأنفلونزا العادية ستحاصرنا.. والكمامة علاجنا الوحيد

مدة القراءة 4 د


لا حل لمواجهة “الكورونا” إلا بالوقاية، وحصراً بالكمامة والتباعد الاجتماعي، لأنّ اختلاط عوارض الأنفلونزا الموسمية، بعوارض الكورونا، سيجعل من المستحيل التمييز بينهما، بحسب وزير الصحة الأسبق الدكتور محمد جواد خليفة.

خليفة أكّد لـ”أساس” أنّ “الشهرين المقبلين (تشرين الأوّل وتشرين الثاني)، هما موسم الإنفلونزا بما فيها H1N1، ويتزامن هذا الموسم مع انتشار الكوفيد 19، وعوارض هذه الفيروسات متشابهة إلى حدّ بعيد، ما يؤدي إلى إرباك الناس والأطباء معاً. فكلّ شخص لديه عوارض سيظن أنّه مصاب بالكورونا وسيذهب إلى المستشفى”.

إقرأ أيضاً: كورونا: لقاح الأنفلونزا مفقود… ودخلنا في “السيناريو اللبناني”

وفيما يوضح خليفة أنّ لقاح الانفلونزا ليس موجوداً حتى هذه اللحظة في لبنان، يتمنى في المقابل ألّا يكون سبب غيابه اقتصادياً، وأن يحصل عليه الأشخاص الذين يتناولونه كلّ عام، أي المسنّون، والأطفال، والمصابون بأمراض مزمنة وأمراض سرطانية.

أما فيما يتعلق بالحلّ، فهو بالنسبة لخليفة يتمحور حول الوقاية، والالتزام بالكمامة والتباعد، مشيراً إلى أنّ الوقاية لا تقي فقط من الكورونا بل أيضاً من الإصابة بالانفلونزا الموسمية، ومعتبراً في السياق نفسه أنّه  “لا يمكن اللجوء إلى المستشفيات والفحوصات على حساب عدم الالتزام بأيّ قوانين. فالدولة ووزارة الصحة ترشدان المواطنين لكن لا يمكنها أن تتابع الجميع، بل هناك مسؤولية شخصية ومسؤولية وطنية على كلّ فرد منّا”.

إذا كان التباعد مقدوراً عليه ولا أعباء مادية تترتّب عليه، إلا أنّ اللبنانيين لا يلتزمون به. أما الكمامة فبات مكلفة. الطبية الزرقاء تباع اليوم في الصيدليات بسعر 1500 ليرة لبنانية، أما كمامة N99 فتباع بـ 14 ألف ليرة

وفي الختام يوضح خليفة أنّ لبنان لم يعد يستورد الفيروس من الخارج، فعملية انتقال العدوى باتت تحدث بين الناس أنفسهم، وتحديداً بين الأشخاص الذي يختلطون في السهرات ولا يلتزمون التباعد، ويعتبر أنّ الكمامة قد تكون هي الحلّ الوحيد في غياب القدرة على التشخيص، وعدم القدرة على إجراء الفحوصات لكلّ المصابين بالأنفلونزا العادية.

 

الكمامة: أسعار وأنواع

وإذا كان التباعد مقدوراً عليه ولا أعباء مادية تترتّب عليه، إلا أنّ اللبنانيين لا يلتزمون به. أما الكمامة فبات مكلفة. الطبية الزرقاء تباع اليوم في الصيدليات بسعر 1500 ليرة لبنانية، أما كمامة N99 فتباع بـ 14 ألف ليرة. هذا النوع من الكمامات يستعمل لمرّة واحدة فقط، ما دفع العديد من المواطنين للجوء إلى كمامة من القماش، يمكن غسلها وإعادة استعمالها يومياً، وسعرها يتراوح بين 3000 و 5000 ليرة، وهي تجاري الموضة بأنّها تأتي بألوان متعدّدة.

“المهم وضع الكمامة”، هذا ما تؤكده نقيبة المختبرات الطبية ورئيسة “اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا” الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد في حديث لـ”أساس”، مضيفة: “الأفضل وضع كمامة القماش وغسلها بشكل يومي من عدم وضع كمامة إطلاقاً. لاسيما وأنّ العديد من المواطنين لا يتحمّلون عبء شراء الكمامة الطبية”.

يجب تغطية الفم والأنف بأيّ شيء كي نقي أنفسنا، كمامة القماش تنفع في حال عدم مخالطة مصابين، بينما عندما نخالط مصاباً، فلا بدّ من الكمامة الطبية

وفيما تؤكد الدكتور جرمانوس أنّ شراء الكمامة يتبع ميزانية الشخص، تشدّد على أنّ للمستشفيات وضعاً خاصاً إذ على الطاقم الطبي استخدام الكمامات الطبية (FFP2، FFP3، N95، N99) كي يقي نفسه ويقي المرضى الذين يحتكّ بهم.

وتلفت الدكتورة إلى أنّ الكمامة الطبية يمكن أيضاً غسلها وإعادة استعمالها “صحيح أنّ قدرتها على إبعاد الجراثيم سوف تتراجع ولكن يبقى لديها نوع من الوقاية”، موضحة أنّ الكلام المتداول عن أنّ كمامات القماش لا تحمي ليس دقيقاً: “هي تحمي، لكن ليس بالقدرة الوقائية نفسها للكمامات الطبية”.

 

الدكتور الحلو: كمامة المخالطين مختلفة

يميّز الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية الدكتور زاهي الحلو، في حديث لـ”أساس”، بين الشخص الذاهب للتسوّق أو للعمل وبين من يخالط مريضاً، فالأوّل بإمكانه وضع كمامة القماش. أما الثاني، فلا بدّ له من الكمامة الطبية، مشدّداً على ضرورة التباعد أيضاً.

ويوضح الحلو أنّه يجب تغطية الفم والأنف بأيّ شيء كي نقي أنفسنا، وأنّ كمامة القماش تنفع في حال عدم مخالطة مصابين، بينما عندما نخالط مصاباً، فلا بدّ من الكمامة الطبية.

وبحسب الحلو فإنّه يمكن للشخص وضع كمامتي قماش لمزيد من الوقاية.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…