أفادت معلومات خاصّة بـ”أساس” أنّه في اللقاء الدّوري الذي عُقِدَ بين الرئاسات الثلاث في العراق وبين قادة القوى السياسية، وغاب عنه رئيس “تحالف الفتح” هادي العامري ورئيس “ائتلاف دولة القانون” رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، كشف الرئيس العراقي بُرهم صالح عن اتصالٍ جرى بينه وبين وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، قال خلاله الأخير إنّ “الرئيس دونالد ترامب جاهز ليُوقّع قرار إغلاق سفارة بلاده في المنطقة الخضراء، ويتصرّف مع الميليشيات، في حال لم يتوقّف استهداف المصالح الأميركية والقوافل والقواعد في العراق”.
إقرأ أيضاً: بومبيو للفرنسيين: أنتم تسهلون إرهاب الحزب وتدعمونه
وقالت المصادر الجديّة لـ”أساس” إنّ الرئيس العراقي لفت خلال الاجتماع إلى أنّ بومبيو لمّح بأنّ قرار إلاغلاق يعني أنّ الولايات المتحدة ستتخذ “الخطوات اللازمة” لوقف هذه الاستهدافات عبر تصفية كلّ من تعلم واشنطن أنّه متورّط بها. وخصّ بومبيو بالذّكر كلّاً من “عصائب أهل الحقّ” التي يتزعّمها قيس الخزعلي و”كتائب حزب الله”، مؤكّدًا أنّ صبر واشنطن بدأ بالنفاد من تصرّفات هذه الفصائل وقلة تحرّك الأجهزة العراقية تجاهها. وأوضحت المصادر إنّ وزير الخارجية الأميركي أبلغ برهم صالح أنّ قرار إغلاق السفارة الأميركية في بغداد في حال تمّ اتخاذه سيكون سلبيًّا جدًّا على مستقبل العراق، وأنّ هذا الاتصال هو الإنذار الاخير للأجهزة الرسمية العراقية لردع هذه التصرّفات التي وصفها بـ”الإرهابية”.
قالت المصادر الجديّة لـ”أساس” إنّ الرئيس العراقي لفت خلال الاجتماع إلى أنّ بومبيو لمّح بأنّ قرار إلاغلاق يعني أنّ الولايات المتحدة ستتخذ “الخطوات اللازمة” لوقف هذه الاستهدافات عبر تصفية كلّ من تعلم واشنطن أنّه متورّط بها
المصادر نفسها قالت لـ”أساس” إنّ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لا يزال متمسّكًا بمحاولة النّأي ببلاده عن أيّ اشتباك أميركي – إيراني على أرض الرافدين، وإبعاد أيّ تأثير سلبيّ عن الحوار الاستراتيجي الذي سينطلق قريبًا بين بغداد وواشنطن، إلّا أنّ بعض القوى الشيعية الموالية لإيران، من التي شاركت في الاجتماع بغياب المالكي والعامري، تعمّدت إحراج الكاظمي بسؤاله عن تنفيذ القرار الذي اتخذه البرلمان العراقي بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق. وأضاف المصدر أنّ إيران تتعمّد أن تلعب دورين في العراق، دورًا يعتمد على الفصائل المسلّحة التي تتولّى “نكوزة” المصالح الأميركية عبر استهداف المنطقة الخضراء ومحيط السفارة بصواريخ الكاتيوشا أو عبر استهداف قوافل التحالف الذي تقوده واشنطن بعبوات ناسفة من وقت لآخر، والاعتراض على الحوار بين الولايات المتحدة والعراق… أمّا الدّور الثاني فيعتمد على “مراقبة” الحوار الاستراتيجي بين حكومة الكاظمي وواشنطن، لتبنّي الموقف بناءً على مُخرجات هذا الحوار.
تؤكّد المؤشرات السياسية في العراق أنّ اشتباكًا سياسيًا قد يقع داخل البيت السياسي الشيعي بين زعيم التيار الصّدري مُقتدى الصّدر وبين الأحزاب والقوى الموالية لإيران، وذلك بعد أن أعلن الصّدر صراحة تأييده للحوار الاستراتيجي. وأبدى الكثير من التغييرات في مواقفه بعيد اغتيال قاسم سليماني، فحاول تمييز نفسه عن باقي القوى الشيعية فيما يبدو أنّه رسالة للأميركيين أنّ الصّدر غير معنيّ بالمواقف الإيرانية في العراق، وأنّه يطرح تيّاره بديلًا من القوى الشيعية الموالية لإيران.