صُباح الأحمد الصُباح.. صَباح أمير لا ينزوي

مدة القراءة 3 د


ما غاب صَبَاح الكويت يوماً عن لبنان، من أميرها الراحل صُباح السالم الصباح إلى أميرها الحالي صُباح الأحمد الجابر الصباح. وما بين الصُباحين ولبنان كُتبت وما زالت تُكتبُ، حكاية ودّ لا ينتهي، حكاية أبوّة لا تنضب، تروي القلوب وفاءً بقدر ما تشتهي.

إقرأ أيضاً: إعادة إعمار المرفأ: أميركا تطيح بطموحات تركيا

قبل خمسين عاماً وقف أمير الكويت صباح السالم الصباح ملقياً تحية الصباح لبيروت من شاطئها مفتتحاً أهراءات القمح التي كان الأجداد يتمنّونها ويحلمون بها كما ينبغي. وبعد خمسين عاماً ها هو أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح يُطِلُّ على بيروت، ماسحاً دموعها مبلسماً جروحها، ملقياً كالعادة تحية الصباح على اللبنانيين جميعاً، مطمئناً الجميع أنّ أهراءات القمح قد تُدمّر، ولكن لن تختفي. مؤكداً أنّ الكويت كما فعلت قبل خمسين عاماً ستعاود الكَرَة مجدداً وتبني أهراءات القمح في المرفأ المحطّم.

ألم تسمعوا قول الله في قرآنه واصفاً المؤمن قائلاً:{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}. فإذا بالكويت وأميرها ينفق معيداً بناء أهراءاتنا لتكون ملجأً لحبات قمحنا ولنتاج سنابلنا التي منها نأكل وفي الأهراءات تحتمي.

بعد خمسين عاماً ها هو أمير الكويت يُطِلُّ على بيروت، ماسحاً دموعها مبلسماً جروجها، ملقياً كالعادة تحية الصباح على اللبنانيين جميعاً، مطمئناً الجميع أنّ أهراءات القمح قد تُدمّر، ولكن لن تختفي

كبيرٌ هو صُباح الكويت عند الملحّات، لا يتردّد ولا يتأخّر ولا ينزوي.

النائب نهاد المشنوق يصفه بأنّه آخر الكبار العرب، والبرلمانيون في بلده يصفونه “بحامي الدستور”، ورجال الأعمال والمستثمرون يسمّونه “مخطط المستقبل”، أما الشعوب العربية، فتلقّبه بـ”رجل السلام”. إنّه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عافاه الله وشافاه. فمن منّا لا يعرفه عندما يبتسم ملّوحاً بيده واعداً إيّانا أنّه دائماً معنا إلى جانبنا ودائماً نحن على وعد منه أن نلتقي.

حكاية أهراءات القمح

بُنِيت أهراءات القمح في مرفأ بيروت، في أواخر الستينيات في عهد الرئيس شارل حلو، بهبة من دولة الكويت وقد دُشّنتْ سنة 1970، وحضر افتتاحها أمير الكويت حينها، الشيخ صباح السالم الصباح.

وشيّد الأهراءات (الصوامع) مجموعة من المهندسين التشيك يعملون لصالح شركة Prumastav. ونقل عن جان زيكموند من مركز أبحاث التراث الصناعي في كلية الهندسة المعمارية في الجامعة التقنية التشيكية، قوله: “بينما بلغت سعة أكبر صومعة في ما كان يعرف آنذاك بتشيكوسلوفاكيا 92 ألف طن، فإن صوامع الغلال تلك (في بيروت) يمكن أن تخزن نحو 120 ألف طن من الحبوب”. وكلّفت الصوامع 2.5 مليون دولار، ارتفاعها 63 متراً. تتألف سعتها الاستيعابية من 42 صومعة أسطوانية، بقطر داخلي 8.5 امتار، وسماكة الجدران 17 سنتم، والارتفاع 48 متراً.

 

 

مواضيع ذات صلة

الانتخابات العراقية: احتدام شيعي وصراع سنيّ على الزعامة

أنهت المكوّنات السياسية العراقية، بأحزابها وتحالفاتها كافة، حملاتها الانتخابية استعدادًا ليوم الحسم المقرر في الحادي عشر من الشهر الجاري. ومع دخول البلاد مرحلة الصمت الانتخابي،…

“الحزب” والدّولة: مساكنة مستحيلة؟

للسيادة مفهوم واحد متعارف عليه دوليّاً، في الأنظمة الديمقراطيّة والسلطويّة كما في الأنظمة الدينيّة والملحدة. في الاتّحاد الأوروبيّ مثلاً، للدول الأعضاء سيادتها ضمن وحدة الموقف…

زهران ممداني.. انتصار بطعم الـ”KFC”

علّق أحد الاصدقاء ساخراً على فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك: “انتظرنا أن يخرق الأميركيّون اللوائح الشيعيّة في الانتخابات النيابيّة، فاخترق الشيعة الأميركيّين في انتخابات…

بلفور بين وعدين

قبل أيام، مرّت الذكرى الثامنة بعد المئة لوعد بلفور، الصادر في الثاني من نوفمبر عام 1917، حين منحت بريطانيا اليهود في العالم وعدًا بإقامة وطن…