متى سيُقتل سليم عياش في سوريا.. كما قُتِل مصطفى بدر الدين وغيره من عناصر الشبكة الإرهابية، التي شاركت وخطّطت وأمرت باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟
على الجميع أن لا يسقط خبر مقتل سليم عياش في سوريا من حساباته، وقد لا يتأخّر كثيراً. بتأمّل بسيط، سنصل جميعاً، وبخاصة من هلّل، واحتفل، وبارك عياش من بلدة حاروف الجنوبية حيث مسقط رأسه، واللافتة الكريهة، التي رُفعت حتى آخر خاروف يَسْرَح في قطيعه على الحدود اللبنانية السورية قرب بلدة القصير السورية المحتلة من قبل الميليشيات الإيرانية، الأفغاني منها والعراقي، ومعهم حزب الله اللبناني.
إقرأ أيضاً: تعالوا نحمِ حزب الله من مأزق المحكمة الدولية
سنصل جميعاً، إلى أنّ مقتل سليم عياش المتهم الوحيد بالأدلة القاطعة وفقاً للمحكمة الدولية، هو الخلاص لنا جميعاً. بمقتله ستُطوى القضية وتقفل سجلّاتها، أقله بعد أربع وعشرين ساعة من إعلان الحزب لوفاته. فالضاحية الجنوبية ستشيّعه، وتحمل صوره، وتُجري قناة “المنار” حوارات مع عائلته وأصدقائه تماماً، كما شيّعت مصطفى بدر الدين، وفعلت مع والده وعائلته. بالمقابل، أهالي بيروت وصيدا وطرابلس وعكار، سيقولون جهراً وسراً، “بشّر القاتل بالقتل ولو بعد حين”، تماماً كما قالوا لبدر الدين، وغملوش، ورستم غزالة، وعماد مغنية، والكثيرين من أمثالهم.
مقتل عياش سيسمح للمُحرَجين، وهم كُثرٌ، في تجاوز مأزق أنّ سليم عياش هو قيادي في حزب الله
مقتل عياش في سوريا، سينقذ حزب الله وقيادته من ضغط المطالبة الدولية بتسليمه، والتي سيقدّمها مجلس الأمن الدولي منشئ المحكمة الدولية، ووليّ الدم سياسياً فيها، إن صحّت العبارة، وهي صحيحة ودقيقة مئة بالمئة، وهذا ما ستؤكّده الأيام القليلة المقبلة.
مقتل المُدان بقتل الرئيس الحريري في سوريا، سينقذ النظام اللبناني رئاسةَ جمهورية وحكومةً، ومجلساً نيابياً، وأجهزةً أمنية، المدلّل منها وغير المدلّل، من الحَرَج حتّى درجة التورّط في العجز عن إحضار عياش أو حتى مداهمة قريته حاروف لنزع اللافتة التي عُلّقت عند صدور الحكم، أو مداهمة منزله في زقاق البلاط.
مقتل عياش سيسمح للمُحرَجين، وهم كُثرٌ، في تجاوز مأزق أنّ سليم عياش هو قيادي في حزب الله، وبالتالي البناء على ذلك بالدخول مجدّداً بشراكة مع حزب الله في الحكومة أو تسوية أو أيّ شيء يشابه أو يلامس ذلك.
“سليم عياش” تحوّل إلى حِمْلٍ ثقيل حتّى بالنسبة لمشغّليه، وعند التعب أو الخطر، تقول القاعدة الأولى: تخلّص من الأحمال الثقيلة
قد لا تقتصر القضية على تساؤل واحد، وهو متى سيقتل سليم عياش في سوريا؟ بل هناك تساؤل آخر يطرح نفسه: من سيقتل سليم عياش في سوريا؟! هل نظام بشار الأسد فيقدّمه أضحية على مذبح إعادة انتخابه رئيساً في آذار المقبل؟ أم تقتله روسيا لتقول: “أنا شرطي هذه المنطقة من الشرق، ومحقّق العدالة فيها”؟ أم تقتله إيران كما قتلت مصطفى بدر الدين وفقاً لكثير من الروايات؟
“سليم عياش” تحوّل إلى حِمْلٍ ثقيل حتّى بالنسبة لمشغّليه، وعند التعب أو الخطر، تقول القاعدة الأولى: تخلّص من الأحمال الثقيلة.
قد يُقتل سليم عياش، فتُقفل القضية على أنّ المُدان قد قضى يوم كذا وساعة كذا في ذلك المكان. لكن ما سيبقى أكبر من ذلك بكثير، ستبقى وثيقة دولية كُتب عليها أنّ قيادياً في حزب الله يدعى سليم عياش، قتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري. ورقة لا يسقطها موت أحدهم حتى وإن كان سليم عياش أو من أمره بتنفيذ الجريمة.