لم تستغرب مصادر أميركية مطّلعة عبر “أساس” عدم لقاء وكيل وزارة الخارجية الأميركية ديفيد هايل بالنائب جبران باسيل أثناء الزيارة التي قام بها هايل إلى لبنان. ولدى سؤال المصادر عن أسباب عدم لقاء هايل بباسيل، سألت المصادر: “وما الأسباب التي قد تدفع هايل لهذا اللقاء من الأساس؟”.
إقرأ أيضاً: هيل وبرّي: ترسيم ويونيفيل وشينكر ثالثهما….
المصادر فنّدت العديد من الأسباب التي دفعت ديفيد هايل لعدم الاجتماع مع باسيل، حيث كشفت أنّ لقاءات المسؤولين الأميركيين بباسيل في الزيارات الأخيرة، كانت تتم لكون باسيل كان يشغل منصب وزير الخارجية، فكانت لا تخرج عن إطارها الـ”بروتوكولي”. أمّا اليوم، فباسيل لا يعني للولايات المتحدة سوى أنّه رئيس تكتّل نيابي حليف لحزب الله، كان قد استغلّ منصبه في السّابق ليدافع عن الحزب الذي تُصنّفه واشنطن منظّمة إرهابية، بالإضافة إلى مواقفه التي أطلقها أثناء توليه وزارة الخارجية في الدّفاع عن النّظام السّوري وتبرير “إرهاب” ميليشيات الحوثي ضدّ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
وأكملت المصادر لـ”أساس” تفنيد الأسباب التي أدّت لوضع ما يشبه الـ”فيتو” الأميركي على التواصل مع باسيل، وهي أنّ الأخير لم يلتزم بأيّ وعود كان قد قطعها أثناء زيارة هايل الأخيرة قبل أشهر إلى لبنان، خصوصًا فيما يتعلّق بالإصلاحات ومحاربة الفساد وتحديدًا في وزارة الطاقة وقطاع الكهرباء. بل اعتبرت المصادر أنّ “هيمنة” باسيل على هذه القطاعات قد زادت، وذلك كان واضحًا بعد تعيينه لمستشاره وزيرًا للطاقة في حكومة حسان دياب وإمعانه في استكمال ممارساته بهدر المال العام كما هو الحال في ملف “معمل سلعاتا” الذي يظهر فيه الاستخفاف بالتعاطي من قبل باسيل مع المجتمع الدّولي والشعب اللبناني. كما لمّحت المصادر إلى وعودٍ كان قد قطعها باسيل لجهة العلاقة مع حزب الله، لم تشأ المصادر أن تكشف ماهية هذه الوعود، إلا أنّها أكّدت أنّ رئيس التيار الوطني الحر لم يلتزم بها أيضًا.
باسيل كلّما يلتقي مسؤولًأ أميركيًا، كان يلعب دور الضّحية، ويركّز جهده خلال اللقاءات على محاولة إلقاء اللوم على النازحين السّوريين
المصادر الأميركية المطّلعة قالت لـ”أساس” إنّ باسيل كلّما يلتقي مسؤولًأ أميركيًا، كان يلعب دور الضّحية، ويركّز جهده خلال اللقاءات على محاولة إلقاء اللوم على النازحين السّوريين. حتّى إنّه قال لأحد المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى إنّ سبب الهدر في الكهرباء هو النازحون السّوريون، وكاد أن يقول لوهلة إنّ النازحين هم من يديرون قطاع الطاقة في لبنان!
وأضافت المصادر أنّ تحدّي باسيل للإدارة الأميركية في الخطاب الذي ألقاه في ذكرى 13 تشرين قبل أيام من انفجار الثورة اللبنانية لجهة “صراخه” بأنّه ذاهبٌ لتطبيع العلاقة مع النّظام السّوري بحجج واهية كان “تجاوز الحدّ الفاصل بين باسيل ودوائر واشنطن”. وكشفت المصادر أنّ جبران حاول أن يحجز موعدًا للقاء هايل عبر دبلوماسيين لبنانيين في السّفارة اللبنانية في واشنطن، إلا أنّ جميع هذه المحاولات باءت بالفشل. وأنّه بدأ بمحاولات للقاء ديفيد شينكر الذي سيزور بيروت حسبما هو مقرّر حتى الساعة خلال أسبوعين، إلا أنّ المصادر علّقت: ليتمنَّ باسيل ألّا يلتقي به شينكر خاصّة أنّ باسيل أمعن في الخطاب الذي ألقاه أمس الأحد بالدفاع عن حزب الله بمواجهة ما أسماه “العزلة”. وسألت إن كان باسيل جاهزًا ليسمع كلامًا من مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى، الذي يُشاطر السفير السابق جيفري فيلتمان نفس كميّة “الإعجاب” بباسيل وربّما أكثر.