شكّلت زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف إلى بيروت رسالة إيرانية إلى الجهات الداخلية والخارجية للتأكيد على عدم ترك الساحة للقوى الدولية الأخرى وعلى أن إيران شريكة في الحلول السياسية للأزمة اللبنانية التي تطرح بعد زلزال المرفأ وكارثة بيروت.
وكان من المفترض أن يقوم نائب الرئيس الايراني جهانكيري بزيارة بيروت لدراسة الاحتياجات اللبنانية بعد الكارثة وكيفية مساهمة الحكومة الايرانية في إعادة الإعمار، ولكن استقالة رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب أدّت إلى تأجيل الزيارة، ومن ثم استبدالها بزيارة الوزير ظريف إلى بيروت، وقد استبق الزيارة بمقال صحافي في إحدى الصحف اللبنانية أكّد على دور إيران في المنطقة ورفضه السياسات الأميركية القائمة على فرض العقوبات، مع الاشارة إلى أنّ زيارة ظريف تزامنت مع وجود مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل في بيروت.
إقرأ أيضاً: ممنوع على “ظريف” زيارة شوارع بيروت
وأهمية زيارة ظريف في هذا التوقيت كونها أتت بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الإيراني الدكتور حسن روحاني، وطلب الرئيس الفرنسي من إيران دعم الحلول السياسية في لبنان وتشكيل حكومة جديدة ووقف التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية.
وتشير مصادر ايرانية مطلعة إلى أنّ “المسؤولين الإيرانيين يؤكدون دائما في مواقفهم المعلنة والاتصالات التي يجرونها مع القادة السياسيين والجهات الدولية أن القرار السياسي في لبنان يعود لقيادة حزب الله والامين العام للحزب السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري، وأنهم يدعمون أيّ قرار يتخذه نصر الله وبري، ويدعمون حالياً تشكيل حكومة وحدة وطنية والعمل لوقف النزاعات والتركيز على معالجة آثار الكارثة وإعادة الإعمار وأنّ إيران تدعم المفاوضات اللبنانية للوصول إلى حلول سياسية للأزمة”.
المصادر الايرانية المطلعة تؤكد أنّ أجواء زيارة الوزير ظريف الى لبنان كانت إيجابية وأن الايرانيين بدأوا بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية وأنهم سيساهمون في إعادة الاعمار
وبموازة ذلك تؤكد مصادر سياسية مطلعة في بيروت أنّ “حركة أمل وحزب الله يفضّلان حالياً عودة الرئيس سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني أو حكومة وحدة وطنية دون أن يعني الإلتزام بمعايير محددة أو مواقف مسبقة وأنهما مستعدان لتسهيل تشكيل الحكومة، وفي المقابل يرفض الطرفان تكليف الدكتور نواف سلام أو تشكيل حكومة حيادية أو إعطاء الاولوية للانتخابات النيابية المبكرة دون الإتفاق على قانون انتخاب جديد أو تحديد رؤية سياسية شاملة للحلول”.
المصادر الايرانية المطلعة تؤكد أنّ “أجواء زيارة الوزير ظريف الى لبنان كانت إيجابية وأن الايرانيين بدأوا بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية وأنهم سيساهمون في إعادة الاعمار، وأما الحلول السياسية فهي تنتظر انتهاء الإتصالات والمشاورات الداخلية والخارجية وأن إيران ستتعاطى بإيجابية كاملة”.
وقد شكّلت زيارة ظريف فرصة للقاء والتشاور مع حزب الله، وقد أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه أمس ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة قادرة ذات أوسع تمثيل سياسي ممكن كي تتولى إعادة الاعمار ومعالجة الأزمات اللبنانية المختلفة”.
فهل ستتلاقى الرغبة الفرنسية مع الجهد الإيراني لولادة حكومة جديدة قادرة على مواجهة الازمات؟