قالت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية لـ”أساس” إنّ زيارة وكيل الوزارة ديفيد هايل إلى لبنان كانت زيارة تمهيدية، حيث إنّ الموقف الأميركي سيتبلور أكثر وأكثر مع الزيارة التي ينوي مساعد وزير الخارجية لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شينكر القيام بها إلى لبنان لبحث أمور عدة مع المسؤولين اللبنانيين.
المصادر عينها، كشفت أنّه يُتوقّع من زيارة شينكر إلى بيروت أن تحسم ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وإنجاز هذا الملف الذي تسلّم فيه شينكر زمام الأمور بعد انتقاله إليه من سلفه ديفيد ساترفيلد الذي عُيّن سفيرًا لبلاده في تركيا والذي كان يواجه “عراقيل لبنانية” بترسيم الحدود. إلا أنّ الإدارة الأميركية قررت إحالة الملف إلى شينكر المعروف بتصلّبه وبأنّه رجل يحبّذ المواجهات، ليحرز شينكر خروقات نحو انجاز الترسيم.
إقرأ أيضاً: هيل وبرّي: ترسيم ويونيفيل وشينكر ثالثهما….
زيارة ديفيد هايل جاءت بعد أن كان مقررًا أن يقوم بها شينكر، حيث تمّ ابلاغ المعنيين في لبنان بزيارته في الأسابيع الأخيرة من تموز، إلا أنّ قرار إرسال هايل إلى لبنان جاء للمس الجديّة التي صُرّح عنها من قبل الرئيس برّي عن “التقدّم” بملف ترسيم الحدود. فزار هايل عين التينة، وسيعود بما معه من معطيات إلى واشنطن ليُبنى على الشّيء مقتضاه.
رسالة شينكر عن الصواريخ ستكون أنّ الولايات المتحدة تعلم بأماكن وجود هذه الصواريخ، وأنّه لا بدّ من التخلص منها وتسليمها لليونيفيل
وعلم “أساس” أنّ إنجاز الترسيم وأخذ التواقيع اللبنانية عليه من المُرجّح أن يقوم به شينكر والذي بحسب المصادر لن يكون لينًا بالتعاطي مع المسؤولين اللبنانيين بعدة ملفات أخرى أبرزها محاربة الفساد والإصلاحات، والملف الأكثر دسامة الذي يحمله هو “برنامج صواريخ حزب الله الدقيقة”.
مصادر الخارجية قالت لـ”أساس” إنّ مساعد وزير الخارجية لشؤون الشّرق الأدنى سيحمل رسالة قاسية للمعنيين فيما يخص ما تُسميه الإدارة الأميركية “الصواريخ الدقيقة”، خصوصًا بعد كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في وقت سابق أنّ “الأمر أنجز”، بإشارة إلى أنّ الصواريخ وما يتعلق ببرنامجها أصبح في لبنان رغم المحاولات الإسرائيلية لمنع مروره عبر الأراضي السورية، حيث يُعتبر أي استهداف في لبنان “خرقًا” لقواعد الإشتباك بين الحزب والجانب الإسرائيلي.
حتّى الساعة لوائح العقوبات الخاصة بلبنان لا يمكن فصلها عن “قبل” أو “بعد” زيارة شينكر لبيروت
بحسب المصادر فإنّ رسالة شينكر عن الصواريخ ستكون أنّ الولايات المتحدة تعلم بأماكن وجود هذه الصواريخ، وأنّه لا بدّ من التخلص منها وتسليمها لليونيفيل وإلا فإنّ هذه المواقع المعروفة لدى الاميركيين والإسرائيليين ستكون “عُرضة للإستهداف” وأنّ واشنطن لن تستطيع أن “تردع نتنياهو عن القيام بخطوات بهذا الإطار”.
وعن توقيت الزيارة، قالت المصادر إنّه ينبغي النظر بدقّة إليه، كونه سيتزامن مع جهود مجلس الأمن لتمديد عمل اليونيفيل ومناقشة “تعديل مهامها”. كما أنّ الزيارة متزامنة مع “الموعد” الذي ضربه الرئيس الفرنسي مع القوى السياسية لعودته إلى لبنان مطلع أيلول، بالإضافة إلى كونها على مرمى حجر من الإنتخابات الرئاسية الاميركية، والتي يسعى فيها الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية من جهة ولاستعطاف الناخبين اليهود واللوبي الصهيوني من جهة أخرى.
لم تكشف المصادر عن موعد إقرار عقوبات على مجموعة من السياسيين اللبنانيين الذين تعتبرهم واشنطن ضالعين بدعم حزب الله أو التورط بعمليات فساد وانتهاك لحقوق الإنسان، لكن أشارت إلى أنّه حتّى الساعة فإنّ لوائح العقوبات الخاصة بلبنان لا يمكن فصلها عن “قبل” أو “بعد” زيارة شينكر لبيروت. إذ على جميع الأحوال فإنّ الولايات المتحدة ماضية بها كونها لم تلمس أي نية لبنانية جديّة لمحاربة الفساد والقيام بالإصلاحات المطلوبة. وأشارت المصادر أيضًا إلى أنّ شأن العقوبات قد لا يكون محصورًا بحزب الله وحلفائه.