“اكتفوا بالمعايدات عبر الهاتف”. هذه هي توصية الأطباء. وهي رسالة يوجّهها الرئيس السابق لـ”الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتور زاهي الحلو، عبر “أساس”، عشية العيد، داعياً المواطنين إلى الالتزام بالإجراءات، خصوصاً المسنّين.
إلى ذلك، يوجّه الحلو سلسلة نصائح إلى البنانيين، كي يمضوا العيد بأمان، من بينها:
1- تجنّب اللقاءات واختصار الزيارات.
2- الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
3- تجنّب السلام والتقبيل والمعايدة الحارّة.
4- وضع الكمّامة عند الخروج، وغسل اليدين بشكل مستمرّ.
5- تجنّب الأماكن المزدحمة، وأخذ الحذر.
6- الإبقاء على كبار السنّ في المنازل، وتجنّب زيارتهم.
الإجراءات الوقائية التي يضعها الدكتور الحلو برسم المواطنين، تأتي في وقت ترتفع إصابات الكورونا بشكل هستيري. ما وضعنا أمام مرحلة جديدة من الإغلاق، بدأت أمس الخميس وتستمرّ حتى الثالث من آب، ليتم استئنافها مجدّداً في السادس منه.
إقرأ أيضاً: الحالات الحرجة ترتفع.. أنقذوا مستشفياتنا
“الإغلاق هو الحلّ الوحيد حالياً”، بهذه العبارة تبرّر مصادر وزارة الصحة لـ”أساس”، إقفال البلد والمطاعم والمسابح والأسواق، أيام العيد، مضيفة: “صودف أنّ أعداد المصابين بالفيروس ارتفع بشكل كبير. وأصبحنا نسجّل بين 100 و200 إصابة جديدة يومياً”، وتسأل: “ماذا نفعل؟ هل ننتظر كي نصل إلى الرقم 1000؟”.
فتح البلد ليومين (4 و5 آب)، هو لأجل التموين، كي يشتري الناس احتياجاتهم من الدكاكين. وفي هذين اليومين، سيكون هناك إغلاق جزئي وتدابير صارمة
وتشدّد المصادر على ضرورة تطبيق هذه الإجراءات بجدّية تامة، موضحة أنّ “فتح البلد ليومين (4 و5 آب)، هو لأجل التموين، كي يشتري الناس احتياجاتهم من الدكاكين. وفي هذين اليومين، سيكون هناك إغلاق جزئي وتدابير صارمة”.
لكن هل ستطبّق البلديات القرارات الصادرة عن وزارة الداخلية؟
عضو مجلس بلدية بيروت بلال مصري يؤكد لـ”أساس” السير بهذه الإجراءات: “نحن بالطبع مع تنفيذ القرارات الصادرة عن وزارة الداخلية”، متمنّياً على الأهالي الالتزام، وفرض رقابة ذاتية فـ”الفيروس ليس سهلاً ولا بدّ من الوقاية”.
ووفق المصري فإنّ الإقفال في العيد “فرصة لتخفيف التواصل المباشر، والتقليل من المخاطر”، خصوصاً في هذه الأيّام التي اعتاد اللبنانيون زيادة التجمّعات خلالها.
المعايدة بمكالمة هاتفية، خير من قبلاتٍ وعناقاتٍ قد تؤدّي إلى ارتفاع مهول في اعداد الإصابات
في طرابلس الجوّ مختلف، إذ لا تفاؤل بتطبيق الإجراءات، وذلك بحسب رئيس اللجنة الإعلامية في مجلس بلدية طرابلس سميح حلواني، الذي يقول لـ “أساس”: “لنرَ مدى جدّية التنفيذ على للأرض. حتى الآن لا قدرة لأحد على إقفال البلد”.
كلام حلواني ليس بعيداً عن الواقع، فمن تجوّل في طرابلس، أمس، يلتمس حياة أكثر من طبيعية، وأنّ الإجراءات “لا تزيد عن كونها حبراً على ورق”.
في السياق نفسه، يستغرب حلواني إغلاق البلد في العيد ليعاد فتح البلاد مباشرة بعد العيد: “لا أفهم، هل الفيروس بين 3 آب و 6 آب في عطلة مثلاً”؟، مشدّداً في الوقت نفسه على “ضرورة الانتباه والوقاية في موضوع الكورونا”.
أما عن دور شرطة البلدية في تطبيق الإجراءات، فيشير عضو المجلس البلدي إلى أنّ الشرطة لا قدرة لديها على ضبط الوضع، فـ”مدن الملاهي وأماكن الترفيه في طرابلس والميناء، تحتاج إلى قوى الأمن الداخلي لضبطها”.
إذاً، حتّى الآن الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الداخلية ليست كافية. وموسم العيد على ما يبدو سيتحدّى الكورونا. ويبقى التعويل على وعي الناس في التباعد الاجتماعي. فالمعايدة بمكالمة هاتفية، خير من قبلاتٍ وعناقاتٍ قد تؤدّي إلى ارتفاع مهول في اعداد الإصابات.