من أساس إلى الأناضول: عروبتنا تجعلنا في مواجهة المشروع العسكري التركي

2020-07-30

من أساس إلى الأناضول: عروبتنا تجعلنا في مواجهة المشروع العسكري التركي


لم تكن وكالة “الأناضول” دقيقة في رمي اتهاماتها جزافاً، وفي ردّها على أسئلة إعلامية مشروعة، طرحها موقع “أساس”، ولحقت به وسائل إعلام عديدة ومتنوّعة، عن حقيقة الدور التركي في لبنان.

ردّ “الأناضول” أكّد ما ذهب إليه تحقيق الزميلة نهلا ناصر الدين، المنشور في 12 تموّز، عن دور تركي متنامٍ، وعن شخصيات وجمعيات تعمل مع جهات تركية. بينما الردّ التركي عبر وكالة أنباء رسمية، هاجم شخصيات ووسائل إعلام لبنانية، بطريقة بعيدة عن الدور الإعلامي، ومليئة بالاتهامات.

إقرأ أيضاً: بالوقائع والأسماء: هكذا تحضّر تركيا لـ”احتلال” طرابلس

في “أساس” طرحنا أسئلة، وحرصاً منّا على جلاء كامل الحكاية، ذكرنا المتعاونين مع الأتراك بالأسماء، وبالعناوين السياسية وبالنشاطات المحدّدة التي يقومون بها، وكان لهم حقّ الردّ داخل التقرير الصحافي نفسه.

والجدير ذكره أنّ التقرير لم يتحدث عن أي دور تركي أمني أو عسكري في مدينة طرابلس أو في الشمال، بل عدّد القائمين بأدوار اجتماعية وسياسية ودينية. وليس خفيّاً على أحد أنّ تركيا لطالما كانت نشيطة في هذا المجال داخل لبنان، والرئيس رجب طيب أردوغان زار الشمال، وعرّج على قرى سكّانها من أصول تركمانية، وهناك حركة “تجنيس” لبعض اللبنانيين من أصول تركمانية.

ومركز التدريب الذي تحدثنا عنه في تقريرنا هو “المركز اللبناني للتنمية والتطوير” الذي يرأس مجلس إدارته النائب السابق عن “الجماعة الإسلامية” الدكتور عماد الحوت، وهو يعمل من خلاله على تطوير العلاقة مع تركيا كونه أمين عام “ملتقى العدالة والديمقراطية” الذي يتخذ من تركيا مقرّاً له. ويعتبر أحد واجهات التنسيق بين السلطات التركية ومنظومة “الإخوان المسلمون” في العالم العربي.

كما أنّ التعاون بين العديد من أعضاء بلدية طرابلس وبين الدولة التركية معروف للجميع وهم: الدكتور خالد تدمري، زاهر سلطان، وجميل جبلاوي وأحمد البدوي، وهي مجموعة فاعلة تمكنت خلال السنوات الماضية من توقيع أكثر من اتفاقية تعاون بين بلديات تركية وبين بلدية طرابلس. وهناك تعاون بين التدمري ومؤسسة “تيكا”، وهي قدّمت مساعدات لترميم المعالم والأبنية التركية والعثمانية، وتقدّم مساعدات اجتماعية.

على خلفية كل ذلك لا بدّ من التأكيد على عدّة نقاط:

أوّلاً: نرفض بشكل مطلق أن تسمح أيّ جهة كانت، فردية أو عامة، لنفسها بأن تضعنا في خانة التبعية تارة لحزب الله وتارة أخرى لجبران باسيل، أو لأيّ جهة أخرى.

ثانياً: جاء استعمال مصطلح “ابتزاز” بعض الدول العربية استعمالاً غبياً ربما ينمّ عن جهل الرجل الذي استعمله باللغة ومعانيها بفعل حقد شخصي تحوّل إلى مرض لا يبدو أنّ هناك لقاحاً أو علاجاً طبياً ممكناً له. ولأنّه بات أشبه بكورونا سياسية يردّدها “مصدر شمالي” صباحاً ومساءً.

ثالثاً: أما موقع “أساس” فهو موقع مستقلّ يموّله الناشر النائب نهاد المشنوق مع عدد قليل من أصدقائه، وميزانيته لا تحتاج إلى دول ولا إلى محاور. وعلاقة الناشر مع السعودية والإمارات ومع غيرهما من الدول العربية، لم تكن ولن تكون مادية، بل عن قناعة بعروبة لبنان وبأولوية حماية هذه الهوية التي يعتزّ ويفاخر بها شفهياً وخطّياً

رابعاً: إنّ أهل طرابلس والشمال هم أهل اعتدال ومروءة والدليل على ذلك موقفهم في العديد من المحطات المفصلية الوطنية التي عاشتها المدينة وتوجتها عروساً لثورة 17 تشرين الأول منتصرة على محاولات الكثير لتوريطها بما يحصل في سوريا عبر إغواء قلة من شبابها بالذهاب للقتال هناك فما كانوا سوى حالات فردية محدودة لا تأثير لها.

خامساً: موقفنا معروفٌ ومعلن من السياسة التركية على مساحة العالم العربي، ونرفض استنساخ تركيا للسياسة الإيرانية في أوطاننا العربية، إن لجهة احتلال الأرض أو لجهة التدخل في الشؤون الداخلية كما هو حاصل في ليبيا وسوريا.

سادساً: نعم نحن مختلفون مع تركيا في ليبيا وسوريا كما نحن مختلفون مع إيران في سوريا والعراق واليمن ولكننا مع تركيا تلك الدولة التي لها في حضارتنا وعوايدنا ومدننا معالم كثيرة نفتخر بها وتفتخر بنا.

وختاماً: لم تكن وكالة الأناضول التركية دقيقة في رمي اتهاماتها جزافاً على وسائل إعلام لبنانية، ومن بينها موقع “أساس”، في تقرير نشرته أمس الأوّل (الأربعاء) تحت عنوان “شيطنة وتخويف وابتزاز.. إعلام الخصوم يجتمع على تركيا في لبنان”.

وإن كانت باقي وسائل الاعلام اللبنانية والعربية تمتلك القدرة والكفاءة في الرد على هذا التقرير، فإننا في موقع “أساس” نلفت نظر الزملاء في وكالة “الأناضول” إلى أنّ التقرير الذي نشرناه في موقعنا حول الحالة التركية في مدينة طرابلس اللبنانية كان تقريراً استقصائياً لمعلومات يتم تداولها داخل المجتمع اللبناني عامة والطرابلسي على وجه الخصوص.

مواضيع ذات صلة

الرّيبة المتبادلة مع روسيا وسوريا أخّرت ردّ إيران؟

بعض الحسابات الإيرانية في التمهّل بالردّ على اغتيال إسماعيل هنية تتعلّق بوقائع العلاقة المعقّدة الإيرانية الروسية السورية. وهذا الأمر ينطبق على ردّ الحزب على اغتيال…

عبد العزيز خوجة يبوح بشوقه للبنان

مرّة جديدة يبوح وزير الاعلام السعودي السابق، سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان سابقاً، الأديب الشاعر الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة بعشقه وشوقه للبنان…

“أساس” لـ”القوات”: نفيُكم.. في معرض التأكيد

يمكن وصف بيان الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، الصادر أمس ردّاً على مقال الزميلة غوى حلال في موقع “أساس”، بأنّه “نفيٌ في معرض التأكيد”….

“أساس” يردّ على بيان ميقاتي: الخطأ لا يُبرَّر بالإمعان بالخطأ

قرأنا بتمعّن البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ردّاً على ما أثاره موقع “أساس” بشأن صدور المرسوم رقم 10850 الرامي…