أميركا تدخل عسكرياً على خط “الجنوب”: سيناريو مخيف يريده نتنياهو

مدة القراءة 5 د


غارات إسرائيلية استهدفت منصّات صواريخ إيرانية في جنوب دمشق نجم عنها مقتل العنصر في “حزب الله” علي كامل محسن عن “طريق الخطأ”، حسبما أبلغ الجانب الإسرائيلي “الحزب” عبر روسيا، كانت كفيلة بأن تضع الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة في استنفار غير مسبوق منذ تموز عام 2006، عبر استقدام الجيش الإسرائيلي لبطاريات مدفعية متطوّرة واستدعاء بعض فرق الاحتياط، وتعزيز الدبابات وغيرها من الإجراءات المتزايدة يوماً بعد يوم، مع تصريحات القادة الإسرائيليين المتتالية، بنبرة تهديد وتحذير وتصعيد…

إقرأ أيضاً: واشنطن: طريق طهران بيروت الجوّي تحت عيوننا ولا كهرباء من سوريا

هذه التعزيزات وضعها البعض في إطار “التخفيف من حدّة ردّ الحزب”، حيث إنّ الوضع السياسي والصّحي لدى الإسرائيليين لا يسمح بالذّهاب إلى حرب. بينما قال البعض الآخر إنّ الوقت أكثر من مناسب للذهاب إليها، خصوصًا مع اقتراب نهاية ولاية الرّئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي “تتأرجح” حظوظه في العودة بولاية ثانية، والوضع الاقتصادي الذي يمرّ به لبنان وشبه المقاطعة الدولية والعربية له.

هناك حديث في الأوساط المُطلعة عن أنّ الاتفاق الدّفاعي لا يقتصر على اعتراض الصواريخ الباليستية والمتوسطة والقصيرة المدى، بل وصولاً إلى الرّد على مصادر النيران وتدمير منصّاتها

مع ارتفاع حظوظ المواجهة، برز تطوّر لم يكن في الحسبان لدى حزب الله، فقد تمّ يوم الخميس الماضي توقيع وثيقة بين سلاحي الجوّ الأميركي والإسرائيلي، تحدّد قابلية التشغيل البيني بين نظام “ثاد” الأميركي المضادّ للصواريخ، وبين القبّة الحديدية الإسرائيلية، بحالة الطوارئ في “إسرائيل”، بعد اجتماعٍ افتراضي بين قيادتي السّلاح الجوي في الجيشين الأميركي والإسرائيلي.

توقيت التوقيع في ظلّ الترقّب على الحدود الجنوبية، وبعد أيّام من كلام قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكينزي عن أنّ حزب الله يكون قد ارتكب “خطأ كبيرًا” بحال شنّه أيّ هجوم على الحدود، يؤشّران إلى وجود أميركي “دفاعي” في أيّ مواجهة قد تنشب بين الحزب وبين الجيش الإسرائيلي. وهناك حديث في الأوساط المُطلعة عن أنّ الاتفاق الدّفاعي لا يقتصر على اعتراض الصواريخ الباليستية والمتوسطة والقصيرة المدى، بل وصولاً إلى الرّد على مصادر النيران وتدمير منصّاتها، ما يؤشّر أيضًا إلى ارتفاع احتمال ظهور تدخل أميركي مباشر في الرّد على حزب الله إذا اقتضت الحاجة.

كما أفاد مطّلعون غربيون على سياسة الجيش الأميركي لـ”أساس” أنّ تكثيف الحضور الأميركي في منطقة شرق المتوسّط مؤخرًا ليس بعيدًا عن التوتّر الحاصل على الحدود في جنوب لبنان، كما أنّ اعتراض الطائرة الإيرانية في أجواء سوريا حمل رسالة من جملة الرّسائل التي وجّهتها أميركا، بأنّ طريق إمداد حزب الله لم يعد كالسّابق، لا في البرّ ولا في الجوّ، كما أنّ الضغوط الأميركية الدبلوماسية لمحاولة تعديل مهام اليونيفل في الجنوب ارتفعت وتيرتها في الأروقة مع تصاعد التوتّر على جبهة الجنوب، رغم الحديث عن الفيتو الروسي في مجلس الأمن، الجاهز عند عرض الموضوع.

كشفت المصادر لـ”أساس” أنّ كلامًا يدور في الأوساط الديبلوماسية يفيد بأنّ نتنياهو كان قد طلب سابقًا (قبل جائحة كورونا) من الإدارة الأميركية السّماح له بشنّ حملة جويّة محدودة لضرب بنك أهداف

المصادر نفسها قالت لـ”أساس” إنّ الولايات المتحدة التقطت فرصة “من ذهب” بعد طلب الحكومة اللبنانية جملة استثناءات من قانون “قيصر”. وكان “أساس” قد كشف أنّ التوجّه الأميركي في الوقت الحالي لا يبدو أنّه سيمنح استثناءً لاستجرار الكهرباء من سوريا، إلا أنّ هناك احتمالًا كبيرًا لأن تنال الحكومة اللبنانية استثناءً مشروطًا للسماح بحركة التجارة عبر الحدود بين لبنان وسوريا. إذ أنّ إدارة ترامب قد تطلب مُراقبة الحدود وإغلاق معابر التهريب، خصوصًا تلك التي تنشط قبالة بلدتي الزّبداني السورية والنّبي شيث اللبنانية، وبين بلدتي القصير السّورية والقصر اللبنانية، مقابل السّماح بالتجارة عبر الحدود. وهذا ما يزيد، بحسب المصادر الأميركية، إن حصل، من تضييق الخناق البرّي على حزب الله وقطع طرق طرق إمداده بشكل شبه تام.

كما كشفت المصادر لـ”أساس” أنّ كلامًا يدور في الأوساط الديبلوماسية يفيد بأنّ نتنياهو كان قد طلب سابقًا (قبل جائحة كورونا) من الإدارة الأميركية السّماح له بشنّ حملة جويّة محدودة لضرب بنك أهدافٍ يعتقد الجانب الإسرائيلي أنّها تشلّ من قدرة حزب الله، وتضع لبنان أمام خيارات صعبة فيما يخصّ ترسيم الحدود البحرية، عبر ربط وقف إطلاق النّار وإعادة الإعمار بموافقة السلطات اللبنانية على الترسيم بموجب خط “هوف” تحت الفصل السّابع وتثبيت الترسيم في مجلس الأمن الدّولي. ما يعني بكلام آخر أنّ أيّ خرق للحدود بعد ترسيمها يضع لبنان أمام مُشكِلة مع المجتمع الدّولي. وتخوّفت المصادر من أن يجد نتنياهو “ضالّته”، في حال تنفيذ الحزب لـ”عملية قاسية” بإطار الرّد على مقتل علي كامل محسن، خصوصًا أنّ المعلومات التي حصل عليها “أساس” تفيد أنّ حزب الله أبلغ الإسرائيليين عبر الوسطاء الرّوس أنّه في هذا المرّة يطمح بأن يكون الرّد بمعادلة “جثّة مقابل جثّة”، وأنّه رفض كلّ رسائل التهدئة الإسرائيلية…

مواضيع ذات صلة

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…

تعيينات ترامب: الولاء أوّلاً

يترقّب الأميركيون والعالم معرفة ماذا تعلّم الرئيس ترامب من ولايته الأولى التي كانت مليئة بالمفاجآت وحالات الطرد والانشقاقات، وكيف سيكون أسلوب إدارته للحكم في ولايته…

الميدان يَنسِف المفاوضات؟

لا شيء في الميدان على المقلبين الإسرائيلي واللبناني يوحي بأنّ اتّفاق وقف إطلاق النار يسلك طريقه إلى التنفيذ. اليوم ومن خارج “دوام عمل” العدوّ الإسرائيلي…