“النظام السّوري ليس الإجابة على صعوبات الكهرباء في لبنان”، بهذا الحسم تحدّث أمس نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشّرق الأدنى، جويل رايبرن، حول طلب الحكومة اللبنانية استثناءات من قانون “قيصر”، لاستجرار الكهرباء من سوريا.
كلام رايبرن عن طلب حكومة دياب هذا الاستثناء يرجّح ألّا تناله من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. تلك التي تتجّه إلى تصعيد العقوبات على النّظام السّوري عبر إقرار لائحة جديدة ضمن إطار قانون “قيصر” في منتصف شهر آب المُقبل، بحسب معلومات خاصّة حصل عليها “أساس” من مصادر مطّلعة في وزراة الخارجية الأميركية.
إقرأ أيضاً: تقسيم سوريا أم توحيدها؟
المصادر نفسها، قالت إنّ “منح لبنان الاستثناء في الوقت الحالي لاستجرار الكهرباء من سوريا ليس واردًا، أقلّه حتّى اللحظة، حيث إنّ هناك العديد من طلبات الاستثناء التي تتمّ دراستها من قبل وزارة الخزانة الاميركية، إلا أنّ قطاع الكهرباء في لبنان تعتبره الولايات المتحدة من «بؤر الهدر الكبيرة» في لبنان، الذي ينبغي على لبنان أن يقوم بالإصلاحات المطلوبة والحدّ من الخسائر والفساد في القطاع قبل أن يذهب لاستجرار الطاقة من النظام السّوري ودفع المُقابل له”.
المصادر اعتبرت أنّ ما حصل قبل أيام في الأجواء السّورية من اعتراض للطائرة الإيرانية ليس بالأمر البعيد عن “قيصر”
من جهة أخرى، فإنّ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بحسب معلومات حصل عليها “أساس”، جاء حاملاً رسالة أميركية إلى المسؤولين اللبنانيين مفادها: “رسّموا الحدود البحرية مقابل خط ائتمان للبنان”. إلا أنّ دوائر واشنطن اعتبرت كلام الرئيس حسّان دياب عن لودريان “جواباً رسمياً” على رسالتها، وأنّه يُمكن قراءة كلام رايبرن عن “الاستثناء” بمثابة ردّ على الرّد، وضعَ حكومة دياب أمام أزمة جديدة تضاف إلى “باكورة أزماتها”، وضمن سياق الضغط الأميركي المُستمرّ على “حكومة حلفاء حزب الله”، وبالتالي الضغط على أذرع إيران في المنطقة. فالعقوبات لن تقتصر على “قيصر” بل سيشملها قانون “ماغنيتسكي” وقانون “مكافحة نشاط حزب الله” في وقت لاحق. ولم تكشف مصادر الخارجية الأميركية عن موعد هذه العقوبات، بل اكتفت بالتأكيد على أنّ لوائح “ماغنيتسكي” “باتت جاهزة وإقرارها مسألة وقت”…
المصادر اعتبرت أنّ ما حصل قبل أيام في الأجواء السّورية من اعتراض للطائرة الإيرانية ليس بالأمر البعيد عن “قيصر”، وأنّ واشنطن قالت لمن يعنيهم الأمر في موسكو وطهران وبيروت إنّ أجواء الشّرق الأوسط باتت تحت العيون الأميركية، وإنّ إعادة الإعمار التي تطمح إليها روسيا تمّ تجميدها برًّا عبر “قيصر” وجوًا عبر الهيمنة على السماء السّورية. وفي الوقت عينه، أنّ طريق “الشحن لحزب الله” من طهران إلى بيروت بات تحت السّيطرة الأميركية من الأجواء، وأنّ الضربات الجوية التي استهدفت مواقع للميليشيات الإيرانية شرق سوريا وفي البادية هي رسالة لـ”القوافل” التي قد ترسلها إيران عبر هذه الطريق.
كلّ هذه العقوبات، وأبرزها عقوبات “قيصر”، هدفها هو “زيادة الضغط على النّظام السّوري وحلفائه لدفعهم للجلوس على الطاولة”، بحسب رايبرن.