رسمياً: كورونا ينتقل عبر الهواء… فكيف نحترز منه؟

مدة القراءة 5 د

 

عثر فيروس الكورونا على ضحايا جدد في أنحاء العالم، في الحانات والمطاعم، وفي المكاتب والأسواق والكازينوهات، ما رفع مستوى المخاوف من إصابات جديدة، وهو يؤكد ما كان يقوله العلماء قبل أشهر من أنّ الفيروس يمكث في الأماكن المغلقة، ويصيب القريبين منه.

فإن كان انتقال الفيروس عبر الهواء هو عامل مهمّ في انتشار الوباء، خاصة في الأماكن المكتظة ذات التهوئة الرديئة، فإنّ نتائج الاحتواء ستكون معتبرة. وعليه، هناك حاجة للبس الكمّامات داخل الغرف، حتّى مع اعتماد التباعد الاجتماعي. وقد يحتاج العاملون الصحيون إلى كمّامة N95 التي تنقّي الهواء، حتّى من رذاذ التنفّس، أثناء عنايتهم بمرضى الكورونا.

إقرأ أيضاً: كورونا: هل يعدي “الفيروس” بعد الشفاء؟

وعلى المسار نفسه، ينبغي التقليل من إعادة تدوير الهواء في أجهزة التهوئة في المدارس، ودور رعاية المسنّين، وأماكن السكن ومكاتب العمل، وإضافة فيلترات جديدة وقوية. كما يمكن استعمال الأشعة ما فوق البنفسجية لقتل الجزئيات الفيروسية العائمة في الرذاذ المنتشر داخل الغرف.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكّدت مراراً أنّ الفيروس ينتشر أساساً من خلال القطرات الكبيرة التي تخرج بالسعال والعطاس، وتسقط فوراً على الأرض. لكن مئات العلماء يقولون الآن إنّ هناك دليلاً على أنّ الكورونا المستجدّ، يمكن أن يصيب الناس في جزئيات صغيرة من الهواء، ويدعون منظمة الصحة العالمية لمراجعة إرشاداتها بشأن مكافحة الوباء.

ففي رسالة مفتوحة إلى المنظمة وقّعها 239 عالماً من 32 بلداً، بسطوا الدليل على ما سبق. وينوي هؤلاء نشر الرسالة في مجلة علمية الأسبوع المقبل.

الكورونا المستجدّ يمكن أن يصيب الناس في جزئيات صغيرة من الهواء

ويعني مكوث الفيروس في الهواء، إمكانية انتقاله في شكل قابل للحياة. ويتفق الخبراء على أنّ الفيروس لا ينتقل مسافاتٍ طويلة ولا يبقى حيّاً في الهواء الطلق. لكن الدليل المستجدّ يقترح بأنّ بمستطاعه تجاوز طول غرفة، وفي ظروف اختبارية محدّدة، يبقى حيّاً، ربما لثلاث ساعات.

والفرق بين نقطة الرذاذ aerosol وقطرة الماء droplet هو في الحجم فقط. ويقول العلماء أحياناً في المقايسة بينهما، إنّ قُطر نقطة الرذاذ أقل من خمس مايكرونات (المايكرون يساوي 0.001 مليمتر). فيما يبلغ قُطر خلية الدم خمس مايكرونات تقريباً، وخلية الشعرة البشرية حوالى 50 مايكروناً.

والسؤال المهمّ هنا: هل علينا عدم الاهتمام بالتباعد الفيزيائي وبغسل الأيدي، ما دام الفيروس ينتقل في الهواء أبعد مما كنا نظنّ؟

ما زال التباعد مهمّاً جدّاً. فكلّما كنتَ قريباً من المصاب، تتعرّض أكثر إلى نقط الرذاذ وإلى قطرات الماء. كما إن غسل الأيدي يبقى فكرة جيدة. ما هو جديد في الأمر، أنّ هذين الأمرين لم يعودا كافيين.

من جهة أخرى، هل علينا ارتداء الكمّامة الطبية داخل الغرف؟ وكم هي المدة الزمنية التي لا يجب أن نتخطّاها خلال مكوثنا في الغرفة؟

بالنسبة للعاملين الصحيين، قد يكونون بحاجة إلى ارتداء الكمّامة N95، التي تنقّي الهواء من معظم الرذاذ. ويُنصحون الآن بارتداء هذه الكمّامة عندما يكونون في وضع طبي معيّن قد ينتج عنه رذاذ. أما بالنسبة إلينا، فإن الكمّامات العادية ما زالت تفي بالغرض بتقليص الخطر إلى درجة كبيرة، ما دام معظم الناس يرتدونها. وفي المنزل، عندما تكون مع أسرتك أو مع زملائك، فأنت تعلم كيف تكون حذراً، والكمّامات في هذه الأمكنة ليست ضرورية. لكنّها فكرة جيدة ارتداء الكمّامات في أماكن مغلقة أخرى، كما يقول الخبراء.

ما زال التباعد مهمّاً جدّاً كما إن غسل الأيدي يبقى فكرة جيدة ولكن ما هو جديد في الأمر أنّ هذين الأمرين لم يعودا كافيين

وكم تبقى الغرفة آمنة؟ حتى مع لبس الكمّامة العادية؟

من الصعب الإجابة. يرتبط الأمر فيما إذا كانت الغرفة مزدحمة جداً بحيث يتعذّر التباعد الاجتماعي، وما إذا كانت ثمّة تهوئة بالهواء النقي في الغرفة.

والآن، ما يعني انتقال الفيروس في الهواء بالنسبة إلى فتح المدارس والمعاهد؟

هذه المسألة تخضع لنقاش مكثّف. فكثير من المدارس تعاني من تهوئة رديئة، وهي تفتقر بشدة إلى التمويل اللازم لأجهزة تنقية جديدة. وبما أنّ الأطفال ما دون سنّ الثانية عشرة، ستكون لديهم أعراض متوسطة لو أصيبوا بالفيروس، فلن تكون مشكلة في المرحلة الأساسية في المدارس، بخلاف ذلك في الصفوف الأعلى. والقلق نفسه بشأن صفوف المعاهد والأقسام الداخلية.

ما الذي يمكن فعله لتقليل الأخطار؟

ينصح الخبراء بتجنّب الأماكن المغلقة قدر الإمكان. فعلى الرغم من ازدحام الناس في الشواطئ والمسابح، لا سيما في يوم عابق بالنسيم، إلا أنّه أكثر أمناً من ملهى أو مطعم فيه جهاز تهوئة. مع ذلك، حتّى لو كنت في الهواء الطلق، البس الكمّامة، إن كنت قريباً من الآخرين لمدة زمنية طويلة.

أما في الغرف المغلقة، فأبسط شيء يمكن فعله، هو فتح النوافذ والأبواب كلما كان ذلك ممكناً. ويمكنك أيضاً تجديد الفيلترات في أجهزة التكييف في المنزل، أو تعديل ظروف التهوئة للاعتماد أكثر على الهواء الخارجي بدلاً من هواء المكيّفات.

وبعكس ما هو شائع، فإنّ المصعد لا يمثّل خطراً كبيراً، مقارنة بالمراحيض العمومية أو المكاتب حيث الهواء لا يتحرّك، وأنت تمكث فيها لمدد زمنية طويلة.

لقراءة النص الأصلي إضغط هنا

 

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…