قرابة 600 إصابة بين أفراد الجالية اللبنانية في ساحل العاج، رقم طرحته اليوم جريدة “الأخبار” في تقرير أعدّته، ما دفع إلى التساؤل حول آلية عودة المسجّلين إلى لبنان مع عدم نُدرة فحوصات الـ”PCR” غرب أفريقيا، لا سيما وأنّ هذا العدد يقارب عدد الإصابات التي سجلّها لبنان منذ بداية أزمة كورونا وحتى اليوم وهو 729 إصابة، وفق إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.
عدد الجالية اللبنانية في ساحل العاج يقارب الـ60 ألفاً، من بينهم 5 آلاف سجّلوا أسماءهم للعودة إلى لبنان: “الخوف هو من اجتماع وبائي الكورونا والملاريا مع اقتراب موسم الشتاء”، يقول أحد أبناء الجالية اللبنانية لـ”أساس”، فـ”الملاريا تقضي على المناعة ما يجعل فيروس كوفيد19 أكثر فتكاً وخطراً”، مشيراً عند سؤاله عن حقيقة تسجيل 600 إصابة في صفوفهم أنّه “ما من عدد دقيق أو رسمي حتى اليوم، ولكنّ في محيطنا تسجّل العديد من الإصابات يومياً، كما يسجّل في المقابل العديد من من حالات الشفاء. مع العلم أنّ لبنانيين كثيرين هنا يبدون الأكثر استهتاراً بالإجراءات، إذ يخرج بعضهم ويختلط ويمارس حياته بشكل طبيعي دون التزام بالحجر المنزلي”.
إقرأ أيضاً: شمس أيار تهزم الكورونا: الفيروس أقلّ عنفاً في بلادنا
“لا مانع من عودة الراغبين”، يقول مصدر متابع لهذا الملف في ساحل العاج، موضحاً أنّ الأمر برسم قرار الحكومة اللبنانية وليس شركة “الميدل إيست”. ويكشف لـ”أساس” أنّ معظم أبناء الجالية اللبنانية “يخافون من الإصابة بفيروس الكورونا والموت والدفن هناك، فساحل العاج تمنع إعادة رفات المغتربين الذين يتوفون بالكورونا. في أسوأ الأحوال يريدون الموت في بلدهم وفي أحضان عائلتهم، وهذا حقّ لهم”، يختم المصدر.
مصادر وزارة الصحّة توضح من جهتها لـ”أساس” أن “لا مانع من إعادة لبنانيي ساحل العاجل”. فالآلية التي تطبّق لإعادة المغتربين “هي نفسها، سواء في دول تشهد انتشار الفيروس أو دول لا انتشار فيها. الإجراءات واحدة وهي فحص PCR للمغتربين فور وصولهم، وتحويلهم بعد ذلك لقضاء ليلة في الأوتيل ريثما تصدر النتائج. ووفقاً لهذه النتائج يتمّ تحويل المصابين إلى المستشفى لتلّقي العلاج أما الذين لا يحملون الفيروس فيُطلب منهم حجر أنفسهم”.
لبنان اتخذ قراراً بالإتيان بهم حسب الأصول المتبعة. ولكن السؤال هو: من يضبط بقاء هؤلاء في بيوتهم وفي الحجر؟
عضو “اللجنة الوطنية للأمراض المعدية” البروفيسور عبد الرحمن البزري يوضح أولاً أنّ الفيروس في لبنان “لم ينتهِ، وإنّما تراجع”. متوقفاً عند حالة “الهرج والمرج التي يشهدها لبنان مؤخراً. كلّ إجراءات الدولة التدريجية لم تضبط المواطنين. هناك حالة تسيّب كاملة. وعلى الدولة والمواطن أن يتحمّلا مسؤوليتهما”.
البزري وعند سؤاله عن ملف المغتربين الراغبين من العودة من ساحل العاجل، في ظلّ ما يتردّد عن أعداد كبيرة من الإصابات في صفوف الجالية، يقول لـ”أساس”: “لبنان اتخذ قراراً بالإتيان بهم حسب الأصول المتبعة. ولكن السؤال هو: من يضبط بقاء هؤلاء في بيوتهم وفي الحجر؟”، مضيفاً: “قسم كبير من هؤلاء المغتربين يأتي بدعم من الدولة وعلى الدولة مراقبة عودتهم ومراقبة إجراءات الحجر المنزلي بجدّية أكبر”.