قال عالم أميركي رفيع المستوى إنّه على الناس ألاّ تنتظر اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، في وقت قريب. وبحسب ويليام هايسلتاين (William Haseltine) الباحث الرائد في مجال السرطان والإيدز ومشروعات الجينوم البشري، فإن أفضل مقاربة لمكافحة الوباء هو في إدارته من خلال تتبّع المصابين واتّخاذ إجراءات عزل صارمة في كل مكان يظهر فيه الوباء.
كلام العالم هايسلتاين جاء في وقت تجاوز فيه عدد المصابين في العالم خمسة ملايين، إثر قفزات كبيرة في أعداد المصابين ضمن أميركا اللاتينية، ومن ضمنها البرازيل التي سجّلت وحدها 20 ألف حالة جديدة تقريباً، في يوم واحد.
إقرأ أيضاً: كورونا يرتفع “هستيرياً”: إلى الكارثة.. ومناعة القطيع؟… البزري: الوزارت كلّها مقصّرة
ويضيف الباحث أنّه على الرغم من إمكانية تطوير لقاح للوباء، لكنه “لا يعوّل عليه”، وقد حثّ الناس على لبس الكمامات، وغسل الأيدي، وتنظيف الأسطح، واعتماد التباعد الاجتماعي. وقال: “لا تسمعوا للسياسيين الذين يبشّرونكم بالحصول على لقاح في وقت يحين موعد إعادة انتخابهم”، ويقصد الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب. ويستدرك قائلاً: “ربما يتحقّق الأمر، ونحصل على لقاح، لكن هذا لا يعني أنّها ستكون ضربة حاسمة وينتهي الأمر. لأنّه لطالما حاولوا صنع لقاح لأوبئة أخرى، مثل السارس (Sars) والمرس (Mers) إلا أنّ هذا لم يؤدّ فعلاً إلى حماية الأغشية المخاطية للأنف حيث يدخل الفيروس عادة”.
وبشأن الإجراءات التي اعتمدتها الدول في مواجهة الوباء، قال هايسلتاين إنّ الولايات المتحدة وبلداناً أخرى “لم تفعل ما يكفي لعزل الناس المصابين، وبالقوّة”. لكنه امتدح جهود الصين وكوريا الجنوبية وتايوان لتسطيح منحنى الإصابات. أما الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل، التي تحتلّ المواقع الأولى في عدد الإصابات بكورونا في العالم، على التوالي، فقد “كانت الأسوأ في مواجهة الوباء”.
في البرازيل سُجّل الأربعاء الماضي 19.951 إصابة جديدة، وفق وزارة الصحة، فوصل العدد الإجمالي للإصابات إلى نحو 291.579 إصابة. ثم استمرّ يومياً منحى الصعود بهذه النسبة، حتى تجاوز عدد الإصابات في روسيا (326 ألف إصابة)، فبلغ يوم السبت ما يقرب من 331 ألفاً، واحتلت البرازيل المركز الثاني بعد الولايات المتحدة، فيما تعتبر الآن البلد الأسرع في تسجيل الإصابات.
وبمواجهة هذا الارتفاع الهائل في الإصابات بالبرازيل، أصدرت وزارة الصحة تعليمات جديدة تقضي باستعمال أدوية الملاريا على نطاق واسع للحالات المتوسطة من المرض، بناءً على رغبة الرئيس البرازيلي جير بولسونارو (Jair Bolsonaro)، في تحدّ لرأي خبراء الصحة الذين حذّروا من مخاطر صحية محتملة من جرّاء استعمال تلك الأدوية.
وسمح وزير الصحة المؤقت، (إدواردو بازويلا Eduardo Pazuello)، وهو جنرال عسكري، باستعمال أدوية الملاريا، عقب استقالة وزيرين للصحة على التوالي، بسبب الضغوط التي مورست عليهما لاستعمال مبكر للكلوروكين والهيدروكسيكلوروكين. وتقترح التعليمات الجديدة في البرازيل إعطاء جرعة محدّدة من الأدوية المضادة للملاريا مضافاً إليها المضاد الحيوي أزيثرومين فور ظهور العوارض. وعلى المرضى وعائلاتهم التوقيع على إقرار بمعرفة وقبول الآثار الجانبية المتوقّعة.