لقاء باسيل – صفا: وقف “السجالات” وآلية لتنظيم “الخلاف المستمر”!

مدة القراءة 4 د


“وقف السجالات العلنية وآلية جديدة لتنظيم الخلاف”، هذا هو العنوان الذي يمكن به اختصار لقاء رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ومسؤول لجنة التنسيق في حزب الله وفيق صفا، الذي حصل قبل أيّام، وجاء بعد العاصفة العونية الكبيرة، بدءاً من مؤتمر باسيل الصحافي، وصولاً إلى تصريحات نوابه التي قاربت حدّ “الاشتباك” مع حزب الله، وتحديداً حول “السلاح” و”الاستراتيجية الدفاعية”.

قد تكون المرة الأولى خلال 14 عاماً من التحالف الوثيق بين “التيار” وحزب الله، أي منذ توقيع تفاهم مار مخايل في شباط 2006، يتبادل الحليفان رسائل سياسية قاسية، تنمّ عن اختلاف واضح في المصالح أو في التوجّهات السياسية.

إقرأ أيضاً: متى سيتبرّأ زياد أسود من باسيل؟

بالطبع هذا الحلف ضروري للطرفين مهما كانت الظروف المتغيّرة . وبناء عليه، برزت حاجة إلى تنظيم الخلاف أو إدارته حرصاً على الحلف “الاستراتيجي” بطبيعته “حتى الآن”.

يندرج لقاء باسيل – صفا مطلع الأسبوع الفائت ضمن هذا المسعى للتطويق، وإن كانت المصادر المسؤولة في قيادتي التيار والحزب رفضت الكشف عن مضمونه.

لكنّ مصادر إعلامية اطلّعت على أجواء الفريقين واللقاء قالت لـ”أساس” إنّه “تمّ قبل يومين، وجرى خلاله استعراض نقاط الخلافات كلّها”، لا سيما بعد التصعيد الإعلامي الأخير من قبل عدد من قيادات التيار ضد الحزب وإثارة العديد من نقاط الخلاف سواء حول معمل سلعاتا أو كيفية التصدّي للفساد في مؤسسات الدولة او مواجهة الضغوط الأميركية والدولية على لبنان والحزب والوضع المالي والاقتصادي، وكذلك آفاق المرحلة المقبلة.

وأوضحت المصادر أنّ “الخلاف حول بدء العمل في معمل سلعاتا لا يزال قائماً. ففي حين يصرّ التيار على “مسيحيّة” هذا المعمل وأهمية البدء بتنفيذه بعد إنهاء الاستملاكات، يعتبر الحزب أن هذا الملف لا يمكن البدء به حالياً بسبب الأوضاع المالية للدولة، وأنه يحتمل التأجيل”.

أما على صعيد التعيينات “فهناك توافق على ضرورتها ولا مشكلة بين الفريقين فيها. لكن ذلك يتطلّب أيضاً الأخذ بالاعتبار وجهات النظر الأطراف الداعمة للحكومة كافة، وعلى أساس الآليات المحدّدة”.

وبالوصول إلى معركة الفساد “لا خلاف حولها أيضاً”. وبشأن استراتيجية مواجهة الضغوط الدولية والأوضاع الاقتصادية والمالية “فالمهمّ هو استكمال تنفيذ الخطة التي أُقرّتها الحكومة، ومتابعة التفاوض مع صندوق النقد الدولي. ويمكن بحث كلّ النقاط مستقبلاً، على أن يتمّ وقف السجالات المعلنة ومعالجة كلّ الأمور من خلال اللقاءات الحوارية”.

من أولويات المرحلة التوافق على آلية لتنظيم الخلافات وحسم القضايا الخلافية من خلال لقاءات حوارية داخلية وعدم تظهير ذلك إعلامياً

مصادر قيادية في التيار الوطني الحر دعت عبر “أساس” إلى “الاعتراف بوجود بعض نقاط التباين بين الحزب والتيار، وهذا أمر طبيعي سواء على صعيد الأمور الداخلية أو الخارجية، لكن المهم ألا يؤثر ذلك في العلاقة الاستراتيجية بين الفريقين وأن يُبحث بحوار مباشر”. وأضافت المصادر أنّ المطلوب “عقد لقاءات حوارية على كافة المستويات، وعدم الاكتفاء بالتنسيق على مستوى القيادات العليا أو عبر القنوات المحدّدة ، لأنّه من المهمّ أن يشمل الحوار كلّ الكوادر والقواعد لمنع تظهير نقاط التباين أو الخلاف في القضايا الأساسية في هذه الظروف الصعبة”.

أما حول معركة الرئاسة والتباين بين باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وموقف حزب الله من ذلك، فتشير مصادر إعلامية مطلعّة الى أن “الحزب لم يتدخل في الخلافات، وهو مستاء مما جرى، ويعتبر أنّ معركة الرئاسة لم يحن موعدها بعد، وأنّ المطلوب تأجيل أيّ خلافات في هذا الشأن والانصراف لمعالجة قضايا البلد الآنية سواء مواجهة الكورونا أو الوضع المالي والاقتصادي أو الضغوط الخارجية”. وترى هذه المصادر أنّه من أولويات المرحلة “التوافق على آلية لتنظيم الخلافات وحسم القضايا الخلافية من خلال لقاءات حوارية داخلية وعدم تظهير ذلك إعلامياً”.

لكن هل ستتوقّف الخلافات بين الحلفاء في المرحلة المقبلة؟ وهل سيمّهد لقاء باسيل – صفا للقاء بين باسيل وبين أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله؟ وكيف سيقارب الحزب التطوّرات في المرحلة المقبلة؟

الكثير من الإجابات والتوضيحات يفترض أن نسمعها مساء الغد، خلال اللقاء الحواري الذي ستجريه الزميلة في إذاعة “النور” بثينة عليّق مع السيد نصر الله ، بعد أن يكون اللبنانيون قد “عيّدوا” في عيد الفطر السعيد وعيد تحرير الجنوب بهدوء.

 

مواضيع ذات صلة

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…