كلام رضوان السيد ضمير أهل السُنّة

مدة القراءة 3 د


مقالات الدكتور رضوان السيد التي نُشرت في موقع “أساس” مهمّة للغاية، بل وجريئة وموضوعية، وتتضمّن معلومات من إنسان مفكّر عاصرها وكان له رأي يؤخذ به لسنوات عديدة.

وما كتبه يمثّل رأي أهل السنّة، بل ضمير السُنّة في لبنان، ولا يستطيع أحد أن يجادله في هذه الموضوعات التي طرحت، وفي الأسباب التي أوصلت السُنّة إلى هذا الواقع وكيفية خروجهم أو إخراجهم من المعادلة الوطنية ولو مؤقتاً. لأنه لا يمكن أن تكون الطائفة السنية من الأقليات لأنّها كانت عبر التاريخ هي السلطة وليست داعمة للسلطة فحسب. حتّى إنّ السلطات الفرنسية عند احتلالها لبنان لم تستطع إبعاد السنّة طويلاً عن السلطة بالرغم من مطالباتهم العلنية بالوحدة السورية. لذلك اضطرّت فرنسا في عهد الرئيس إميل إده للاستعانة بثلاثة من أهل السنّة لتولّي رئاسة الوزراء وهم السادة: الأمير خالد شهاب من حاصبيا، وخير الدين الأحدب من طرابلس، وعبد الله اليافي من بيروت.

إقرأ أيضاً: قراءة تاريخية لـ”14 آذار”: خروج أهل السنّة من المعادلة الوطنية! (1/2)

بعد ذلك، رأت فرنسا أنّ الاستعانة برجالات السنّة، في الحكم بما للسُنّة من تاريخ مجيد عبر 1400 سنة، يؤدّي إلى استقرار لبنان ووحدته. لذلك تمّ تكريس الاستعانة بالسنّة في رئاسة الوزراء، بحيث إنّ ألفرد نقاش استعان بدوره بالرئيس سامي الصلح.

ومنذ عام 1943 لم يجد الرئيس بشارة الخوري مخرجاً للانتداب والحصول على الاستقلال الحقيقي إلاّ بالاستعانة بالرئيس رياض الصلح، المدماك الأساسي لاستقلال لبنان.

وبين أعوام 1975–1990 هل استطاع النظام اللبناني أن يغير الصيغة وعدم التعاون مع السُنّة بالرغم من اتهامهم أنّهم هم قادة الانقلاب على النظام؟

لقد ظلّ السُنّة رؤساء للحكومات لأنّ الجميع في الداخل والخارج كان يعتبر أنّ السُنّة عامل أساسي لاستقرار لبنان عبر التاريخ.

إنّ ما نشهده اليوم، ممّا يُسمّى خروج السنّة من المعادلة الوطنية هو خروج مؤقّت. ولا يمكن للبنان أن يستقرّ إذا عومل السُنّة كأقلية، وهم الأكثرية وهم أصحاب التاريخ المجيد في لبنان والمنطقة.

إنّ المرحلة المقبلة ستثبت أنّ السُنّة هم في مقدمة اللبنانيين وهم عامل أساسي للعيش المشترك وهم في صلب المعادلة الوطنية كما كانوا على مرّ التاريخ الحديث والمعاصر.

 

لقراء مقالة المفكّر رضوان السيّد “قراءة تاريخية لـ”14 آذار”: خروج أهل السنّة من المعادلة الوطنية!”، 
ولقراءة النقاش الذي أثارته مقالة الدكتور رضوان السيد  إضغط هنا

مواضيع ذات صلة

نيويورك: من 11 أيلول إلى عمدةٍ مسلم مهاجر

في لحظةٍ تُعيد رسم ملامح الهويّة الأميركيّة، اختارت نيويورك المدينة، التي كانت يوماً رمزاً للجراح بعد 11 أيلول 2001 حين وقف عمدتها رودي جولياني رافضاً…

زهران ممداني الذي هزم ترامب

في زمنٍ تتقلّص فيه المدن الكبرى تحت ثقل اللامساواة والهويّة المنغلقة، يطلّ زهران ممداني الفائز بمنصب عمدة مدينة نيويورك وجهاً جديداً للعصر، يحمل في ملامحه…

“الحزب” يفقد ثلثه

حقيقة ينبغي أن يدركها “الحزب” وقيادته، في بيروت كما في طهران، أنّ “الحزب” خسر ثلاثة أثلاث كانت تشكّل ركائز نفوذه وهيمنته على الساحة السياسيّة في…

“الحزب” يرفض التّفاوض ردّاً على حشر إيران؟

تتراكم المفارقات على طريق رسم المعادلات الجيوسياسيّة في المنطقة. تستبق واشنطن استقبالها أحمد الشرع الإثنين بالتحضير لاستخدام طائراتها لقاعدة جوّيّة جنوب دمشق. قبل ثلاثة أيّام…