حزب الله يقرر والدولة تأكل السندويش

مدة القراءة 3 د


أعجبنا كلام الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، حول رفضه الخضوع لصندوق النقد الدولي ليدير الأزمة الاقتصادية والمالية، أم لم يعجبنا، فالأمر سيّان. كل التعليقات الرافضة لكلام قاسم، من خصوم الحزب أو من حلفائه كالتيار الوطني الحر أو من أتباعه في أروقة الاعلام والأزقة الشعبية، لا تعني شيئاً بالنسبة لحزب الله، وهو يتخذ قراراً ما وتحديداً قرار بحجم الموقف من صندوق النقد الدولي وتدخله في لبنان.

منذ التسوية الرئاسية، وانتخاب العماد ميشال عون، وفقاً لمشيئة حزب الله، وهو يتعاطى معنا نحن كل اللبنانيين، كما يتعاطى مع أنصاره وجمهوره. بفارق واحد، أنّ أنصاره يرفعون قبضاتهم مؤيدين، مع الإشارة إلى أنّه ليس بالضرورة أن يكونوا فاهمين، فيما نحن أي بقية اللبنانيين، لا نرفع قبضاتنا مؤيدين أو معترضين، بل نصمت صاغرين، ما باليد حيلة متمتمين “لا حول ولاقوة إلا بالله ربّ العالمين”.

إقرأ أيضاً: حسن فضل الله خبير الفيروسات

إن لم يوافق حزب الله على التعاون مع صندوق النقد الدولي. فلن يجرؤ أحد في لبنان على التعاون مع هذا الصندوق. رئيساً كان أم وزيراً، أو حتى من يُطلق عليه لقب زعيم. علينا التوقف عن تصديق الكذبة التي صنعناها بأنفسنا وأطلقناها، والعودة الى الحقيقة الواضحة التي تقول ان هذا البلد مخطوف بالكامل أو بعبارة مهذبة أكثر، ان هذا البلد مستسلم بالكامل، لإرادة حزب الله سياسياً وأمنياً ومالياً. ومع الأيام سنكون مستسلمين لإرادة حزب الله بمأكلنا وملبسنا، ألم يدعونا السيّد حسن نصر الله مؤخراً إلى تغيير نمط معيشتنا بالاعتماد باقتصادنا على العراق وإيران والصين؟.

باتت الدولة اليوم تشبه ذاك الشرطي، يرتدي فعلاً البذلة الرسمية لكنه لا يفعل شيء هو فقط يأكل السندويش

في حادثة أمنية، حصلت قبل فترة ليست بالبعيدة، على الطريق القديمة لمطار رفيق الحريري الدولي، أوقف حاجز لأحد الأجهزة الأمنية الرسمية سيارة دفع رباعية تقودها امرأة. بسبب العازل الشمسي، وبعد سجال بين صاحبة السيارة والحاجز، حضرت سيارتان ذات الدفع الرباعي الى المكان. بناء على اتصال صاحبة السيارة، وعمد من فيها، على طرد عناصر الحاجز وتوبيخهم. مما دفعهم للمغادرة خائبين ليلتفت المسؤول عن المسلحين القادمين الى جانب الطريق فيشاهد شرطياً يقف قرب محل لبيع الشاورما وبيده سندويش. فيسأله ناهراً، لما لم تذهب معهم، ليرد عليه مرتعباً: “لا دخل لي بهم أنا آكل السندويش”.

لقد باتت الدولة اليوم تشبه ذاك الشرطي، يرتدي فعلاً البذلة الرسمية لكنه لا يفعل شيء هو فقط يأكل السندويش.

مواضيع ذات صلة

تركيا في الامتحان السّوريّ… كقوّة اعتدال؟

كان عام 2024 عام تغيّر خريطة الشرق الأوسط على أرض الواقع بعيداً عن الأوهام والرغبات التي روّج لها ما يسمّى “محور الممانعة” الذي قادته “الجمهوريّة…

ردّاً على خامنئي: سوريا تطالب إيران بـ300 مليار دولار

 أفضل ما كان بمقدور إيران وقياداتها أن تقوم به في هذه المرحلة هو ترجيح الصمت والاكتفاء بمراقبة ما يجري في سوريا والمنطقة، ومراجعة سياساتها، والبحث…

إسرائيل بين نارين: إضعاف إيران أم السُنّة؟

الاعتقاد الذي كان سائداً في إسرائيل أنّ “الإيرانيين لا يزالون قوّة مهيمنة في المنطقة”، يبدو أنّه صار من زمن مضى بعد خروجهم من سوريا. قراءة…

تركيا والعرب في سوريا: “مرج دابق” أم “سكّة الحجاز”؟

الأرجح أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان يتوقّع أن يستقبله أحمد الشرع في دمشق بعناقٍ يتجاوز البروتوكول، فهو يعرفه جيّداً من قبل أن يكشف…