أساس الوطن ثلاث، دستور وشعب وأرض. هذه الأسس الثلاث يجري هدمها. الدستور بتجاوزه عبر فساد السلطة، والشعب بتخديره، والكرامة بانتهاكها. من هنا أردنا أن يكون “أساس” منبراً للدفاع عن تلك الأسس التي انهارت. هي أسس لا هوية طائفية لها، ولا لوناً حزبياً لها. هي الوطن ولا وطن من دونها.
أردنا “أساس” بعدما بات الشذوذ عن النص قاعدة، والقفز فوق القوانين هواية، واستغفال الناس سلوكاً يومياً.
أردنا “أساس” بعدما باتت الحرية جنايةً يُعاقَبُ عليها، وباتت الديمقراطية تهمةً تلامس الإرهاب.
أردنا “أساس” بعدما باتت لقمة العيش مذلّة، ومقعد الدراسة كابوساً، وفرصة العمل يُبحث عنها خلف الحدود.
“أساس” ليس وكالة إخبارية ولا مرصداً لحوادث السير، ولا منصّة لتغطية ونشر أخبار الزعيم. هي تبحث في ما يحصل، ماذا؟ كيف؟ ما الحل؟ ما السبب؟ وماذا بعد؟
هو يبحث عن نتائج الخبر وما يحيط به طالما أنّ الخبر في متناول الجميع.
“أساس” يذِّكرنا جميعاً أنّ صلابتنا هي الأساس، أنّ تلك الصخرة التي تعيش في داخلنا تشبه تلك الصخرة الشامخة على شاطئ عاصمتنا بيروت، كبرياءً وشرفاً ونضالاً وصموداً وأوجاعاً. رهاننا على هذه الصلابة، وأملنا فيها، للنهوض مجدداً كي يكون لنا وطنٌ بالأساس.
“أساس” ينطلق في 14 شباط لأنّه تاريخ الفاجعة، تاريخ الجريمة التي أراد من يقف خلفها، بالأسماء في المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري، أن تهدم كل أساس لبنان المستقبل، وتحقيق الأحلام، وصناعة الحياة.
رئيس التحرير
زياد عيتاني