غزوة الحشرات: مفيدة تبشر بعودة الفصول الأربعة.. وعمرها أسبوع

مدة القراءة 4 د


 “بكرا بتجي الديناصورات أو الكائنات الفضائية”، على هذا المنوال من النكات، انتشرت التعليقات على مواقع التواصل بين الناشطين، إثر “غزوة الحشرات”، بواسطة موجة اجتاحت مناطق لبنانية متفرّقة خلال اليومين الماضيين. موجة بدأت من البقاع وتحديداً عرسال، منبع الصور والفيديوهات الأولى، لتنتقل لاحقاً إلى بيروت وكسروان وصيدا وجونية إلخ..

لكن ما هي هذه الحشرات؟ ومن أين أتت؟ 

أوّلا لم تأتِ من خارج لبنان، بل خرجت من الأرض، بسبب ارتفاع الحرارة الذي يساعدها على النموّ والتكاثر والخروج من مخابئها. وهي تعيش في فصل الشتاء كيرقة داخل التربة أو تحت الحجارة والصخور وتتغذّى على سائر اليرقات. وفي الربيع تتحوّل إلى شرنقة، ومن ثم إلى حشرة ناضجة، بحسب الخبير في علم الحشرات الدكتور نبيل نمر.

نمر شرح لـ”أساس” إنّ “الحشرات المنتشرة حالياً مفيدة للمزروعات، لأنّها تأكل الحشرات الضارّة، وتنتهي بموتها بعدما تكون قد وضعت البيض لإكمال دورتها في العام المقبل”.

يستغرب المهندس الزراعي والخبير في علم الحشرات حنّا مخايل في حديث لـ”أساس” حالة الهلع، فاللبنانيون لم يعتادوا، بحسب كلامه، على ثقافة الحشرات، موضحاً أنّ “الغزوة” لن تستمرّ أكثر من أسبوع “وهي لا تحمل ميكروبات ولا جراثيم، وليست مضرّة”. وهو يتفاءل بغزوة الحشرات لعامين متتاليين: “هذه ظاهرة لم نشهدها منذ 15 عاماً، وهي تدلّ على التحسّن البيولوجي والإيكولوجي في لبنان. وأننا عدنا لنشهد في لبنان 4 فصول”.

أما رئيس “الجمعية الدولية للحشرات المتحجرّة” البروفيسور داني عازار فيربط بين موجة الحشرات وبين تحسّن طبيعة لبنان البيولوجية: “في السنوات الآخيرة كان هناك جفاف. وظللنا لعامين من دون شتاء طبيعي. حالياً موسم الشتاء عاد كما كان سابقاً، وهذا عام طبيعي”.

الطقس الذي كان شتوياً، وتحوّل فجأة إلى مشمس ساهم في تكاثر الحشرات، بحسب عازار، الذي يلفت في حديث لـ”أساس” إلى أنّ “هذا الموسم الطبيعي لهذه الحشرات، ولا داعي للخوف، فهذه الحشرات لا تضرّ، وهي من عائلة الـCarabidae، التي تأكل اليرقات الضارة التي تبيض على الشتول”.

غزوة الحشرات في ظلّ انتشار الخوف من انتشار فيروس كورونا، نشر بعض الارتباك، لكنّ نيسان وأيار من العام الماضي شهدا اجتياح أسراب من الحشرات مناطق لبنانية مختلفة

يفصّل الدكتور نمر أنّ “الخنفساء السوداء أو الكالوسوما (Calosoma)، هي حشرة يتراوح طولها بين 25 ملم و40 ملم، ذات شكل بيضاوي وتكون سوداء لامعة. عمرها بين 21 و 36 يومًا وتنجذب إلى الضوء ليلاً”. والثانية هي حشرة الأمارا (Amara)، أصغر من الخنفساء، يبدأ طولها من 10 ميلمترات، ولونها برونزي، لها خصائص تشبه الخنفساء السوداء، وتعرف أيضاً بـ”الخنفساء الصحراوية”، وتعيش أيضاً تحت التراب كيرقة، وفي الربيع تتحوّل أيضاً شرنقة، فحشرة ناضجة، حينها تخرج. وتأكل حشرات أخرى منها البزاق العريان، وتقتات على البذور المتساقطة من النباتات. وهي مفيدة أيضاً للمزروعات. ونهايتها كما الخنفساء السوداء بالموت بعد 25 يوماً تقريباً.

والخنفساء السوداء والأمارا تهاجران بحثاً عن بيئة أنسب حين ترتفع الحرارة في الأرض حيث تكونان. أما النمنم، فهي من فصيلة حشرات “البقّ”، طولها بين 3 و4 ميليمترات، تنام تحت الأوراق أو في الأرض على شكل بيض. وعند ارتفاع درجة الحرارة تهجم على النباتات وتعيش على عصارتها، كما تدخل البيوت. وهي لا فائدة لها بحسب الدكتور نمر، ولا ضرر أيضاً. والحرارة المرتفعة تؤدي إلى قتلها.

غزوة الحشرات في ظلّ انتشار الخوف من انتشار فيروس كورونا، نشرت بعض الارتباك، لكنّ نيسان وأيار من العام الماضي شهدا اجتياح أسراب من الحشرات في مناطق لبنانية مختلفة. المختلف هذا العام بحسب مخايل، هو أنّ الموجة الحالية “جمعت بين الخنفساء السوداء والنمنم، فيما في العام 2019، جاءت موجة الخنفساء في أواخر نيسان والنمنم في حزيران”.

يدعو مخايل المزارعين إلى عدم إيذاء هذه الحشرات “لأنّها تحمي المزروعات من حشرات كثيرة. ورشّ السموم سيؤذي البيئة ودورة النّحل”. أما فيما يتعلّق بالمنازل، فينصح مخايل ساكنيها بإغلاق الشبابيك وإطفاء الأضواء.

مواضيع ذات صلة

هل يستبدِل برّي حليفه فرنجيّة بأزعور؟

يدور الاستحقاق الرئاسي في حلقة مُفرغة، أحد أبرز عناصر كَسرِها التوصّل داخلياً إلى تسوية تَمنع الثنائي الشيعي من أن يكون في جلسة التاسع من كانون…

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…