العام المقبل هو أصعب أعوام المنطقة العربية لأنّ هذه الأخيرة ستكون في مواجهة خمس قضايا رئيسية:
1- نتائج إعادة التموضع الأميركي في جنوب بحر الصين والمحيط الهادي بعيداً عن العالمين العربي والإسلامي.
2- آثار التطوّر الجديد لفيروس كورونا على سلامة واقتصادات المنطقة.
3- آثار الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، والفاتورة الباهظة التي سيدفعها الأمن القومي العربي.
4- صعود نفوذ القوى الإقليمية غير العربية: إسرائيل، تركيا، وإيران، على حساب دول المنطقة.
5- ظهور تحالفات جديدة لبعض الأنظمة الداخلية في زمن يتعرّض فيه كلّ من لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن والسودان والجزائر لضغوط داخلية تهدّد بتفكّك وتحلّل مشروع الدولة الوطنية.
يعيش هذا العالم حالة من السيولة الشديدة والارتباك في السياسات تؤثّر بشدّة على سلوك أهمّ القوى الدولية والإقليمية
نشهد هذه التحدّيات في زمن مأزوم اقتصادياً، متأرجح في أسعار السلع الأساسية، بدءاً من النفط والغاز إلى القمح والسكّر والغلال.
يحدث ذلك في عالمٍ يشهد إعادة صياغة ميزان القوى العالمي بالمال والدم والنفوذ السياسي، في ظلّ سباق أميركي صيني، وضعف الاتحاد الأوروبي.
يعيش هذا العالم حالة من السيولة الشديدة والارتباك في السياسات تؤثّر بشدّة على سلوك أهمّ القوى الدولية والإقليمية.
يؤكّد مصدر خليجي التقى أخيراً بمسؤول أميركي على هامش اجتماعات قمّة المناخ الأخيرة، أنّ “واشنطن قرّرت بشكل صريح وحاسم ألّا تدفع فاتورة تكاليف أيّ دور في أيّ منطقة من مناطق الصراعات في العالم، وبالذات لن تتحمّل أيّ تكاليف في الشرق الأوسط”.
ويضيف المصدر الخليجي: “إدارة بايدن ترى أنّ قرار جورج بوش (الابن الجمهوري) بالتدخّل في العراق وأفغانستان أدّى إلى تحميل إجمالي الدين العام الأميركي 6.5 تريليونات دولار”.
وممّا ردّده بعض كبار خبراء الخارجية الأميركية أخيراً أمام زوّارهم العرب أنّ “واشنطن “تتخارج” من المنطقة، لكن لا تخرج منها”.
سوف تبقى واشنطن في المنطقة في عام 2022، لكن بثلاثة شروط:
1- بلا تكاليف.
2- مَن يريد دوراً أميركياً فعليه أن يدفع ثمنه لواشنطن.
3- رفض التعامل مع أنظمة تسعى إلى بدائل عن الدور الأميركي.
سوف تظلّ حركة واشنطن في المنطقة في عام 2022 قويّةً، لكنّها سوف تسعى إلى “تطويع دول المنطقة للقبول بآثار وتبعات أيّ اتفاق مقبل مع طهران، وردود فعل إعادة التأهيل الأميركية لإيران”.
تعود ثقة واشنطن الذاتية باستمرار اعتمادية دول المنطقة عليها إلى ارتباط الجميع في حركة معاملاتهم بالدولار الأميركي، بالسلاح الأميركي، بالتعاون الاستخباري الأميركي، بالعلاقة مع إسرائيل، بالوجود الأميركي المؤثّر في قاعدتيْ “العديد” في قطر، و”إنجرليك” في تركيا.
عام 2022 هو عام “شدّ وجذب” بين مصر والسعودية والإمارات من ناحية، والولايات المتحدة الأميركية من ناحية أخرى.
في عام 2022 سوف تسعى القاهرة وأبوظبي والرياض إلى وضع صياغة جديدة للعلاقات المستقرّة مع واشنطن بعدما قرّرت إدارة الرئيس جو بايدن إحداث تغيير جوهري في “شروط التعامل”.
في عام 2022 سوف يسعى الأميركي إلى الضغط على هذه العواصم بشروط أميركية تهدف إلى “تطويعها” للقبول بإجراءات وسياسات تمسّ سيادتها الداخلية.
عام 2022 هو عام إثبات كلّ من القاهرة والرياض وأبوظبي أنّها حليفة لواشنطن ولن تكون عميلة لها.
إقرأ أيضاً: جو بايدن.. يساريّ مزيّف يُطلق النار على قدمه
عام 2022 هو عام تُثبت فيه كلّ من القاهرة والرياض وأبوظبي أنّه لا يمكن استبدال مكانتها وثقلها الاستراتيجي بطهران وتل أبيب وأنقرة.
عام 2022 هو عام صراع الوجود بين المؤثّر عربيّاً مقابل المؤثّر من غير العرب!