نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً أعدّه ريان كروكر الذي شغل منصب السفير الأميركي إلى أفغانستان في عهد الرئيس باراك أوباما، وكان من قبل سفيراً لبلاده في لبنان والعراق وباكستان وسوريا والكويت، ورأى فيه أنّ الأميركيين يفتقرون إلى “الصبر الاستراتيجي”، على الرغم من تمتّعهم بنقاط قوة كثيرة.
وأوضح كروكر أنّ الكثير من التساؤلات أُثيرت في أعقاب التطورات الكبيرة الذي حصلت في أفغانستان، من بينها “كيف حصلت هذه الأحداث؟ لماذا لم تكن ضمن الحسابات الأميركية؟ لماذا لم تقاتل قوات الأمن الأفغانية؟”، وردّ على الأسئلة مشيراً إلى أنّه توجد إجابة واحدة وشاملة، يمكن اختصارها بأنّ الولايات المتحدة ليس لديها صبر استراتيجي في الأوقات الدقيقة والحرجة، وأنّ الرئيس جو بايدن لا يملك هذا الصبر أيضاً، الأمر الذي انعكس سلباً على التحالفات الأميركية وعلى الأمن أيضاً، وشجّع الخصوم، وذلك بعد 20 عاماً من التضحيات وعمل القوات الأميركية، على حدّ تعبير الدبلوماسي السابق.
وأشار السفير إلى أنّ الهدف الأميركي في أفغانستان كان واضحاً، وهو أن تضمن واشنطن عدم استغلال الأراضي الأفغانية مرّة جديدة للتخطيط لهجمات ضد الولايات المتحدة، مستبعداً أن تكون الخطة الأميركية تتعلّق بإقامة دولة أو بناء ديموقراطية جديدة أو حتى تغيير النظام.
وأوضح أيضاً أنّ رسالة الرئيس جورج بوش إلى “طالبان”، في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول، كانت أنّه سيتمّ غضّ النظر عن الحركة إذا جرى تسليم قيادة “القاعدة”، لكنّ “طالبان” رفضت وفضّلت القتال. وقال: “لم تتبدّل مهمّتنا الأساسية الهادفة إلى ضمان تحييد أفغانستان من أن تصبح قاعدة للهجمات ضدنا، بعد هزيمة طالبان، لكنّ الوسائل لتحقيق هذا الهدف باتت أكثر صعوبة وتعقيداً”.
وأشار كروكر إلى أنّه بعد توليه منصب السفير لدى أفغانستان، وفي أعقاب هزيمة “طالبان”، كانت المدارس تضمّ حوالى 900 ألف طفل، وجميعهم ذكور، ولكن بعد 10 سنوات، أصبح عدد الطلاب 8 ملايين، وتشكّل الفتيات 37% منهم.