نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية مقالًا أعدّه مراسلها في وزارة الدفاع والمتخصص بالشؤون الأمنية جاك ديتش، بالتعاون مع زميله الذي يغطّي القضايا الأمنية والدبلوماسية روبي غرامر، تطرّقا خلاله إلى تشكّل جبهة جديدة مناهضة لـ”حركة طالبان” في أفغانستان وناقشا إمكانية استمراريتها.
وذكّر الكاتبان ببعض الأحداث القديمة، مشيرين إلى أنّه جرى تكليف مخططي الاستخبارات الدفاعية الأميركية بدراسة إمكانية تمكّن التحالف الشمالي الذي يضمّ مجموعات معارضة لـ”طالبان” من إسقاط نظام الحركة في أفغانستان، وذلك في تشرين الأول من العام 2001. وبعد فترة وجيزة، تمكّنت قوات التحالف الشمالي من الدخول إلى العاصمة الأفغانية كابول بدعمٍ أميركي، فيما فرّ مقاتلو “طالبان” من المدينة.
وأشار الكاتبان إلى أنّ الآن وبعد عقدين من الزمن والفشل ببناء دولة، استطاعت “طالبان” السيطرة من الناحية السياسية والعسكرية أكثر ممّا كانت عليه في العام 2001. كما بسط مقاتلو الحركة سيطرتهم على معدّات أميركية ضخمة كانت بحوزة الجيش الأفغاني.
في هذا السياق، علّق مايك مولروي الذي كان مسؤولًا في وكالة الإستخبارات المركزية ووزارة الدفاع الأميركية معتبرًا أنّ “الوضع اليوم يختلف عمّا كان عليه عام 1996″، أي السنة الذي تولّت فيها “طالبان” زمام السلطة الأفغانية، “خصوصًا وأنّ المقاتلين سيطروا على معدات وأسلحة أميركية تناهز أسعارها مليارات الدولارات”، بحسب مولروي.
وأوضح الكاتبان أنّه على الرغم من اجتياح مقاتلي “طالبان” للمناطق الأفغانية وانهيار الدولة بشكل سريع، إلا أنّه في المقابل، يتمّ تشكيل مجموعة معارضة في ولاية بانشير التي تعني بلغة الداري “الأسود الخمسة”، والواقعة في شمال شرق أفغانستان. فهذه المقاطعة التي كانت تعدّ معقلًا للتحالف الشمالي هي الوحيدة التي لم تسيطر عليها “طالبان” بعد.
ولفت الكاتبان إلى أنّ المجموعة المعارضة والتي تحمل إسم “جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية”، يقودها أحمد مسعود، نجل قائد التحالف الشمالي أحمد شاه مسعود الذي اغتيل من قبل وهو يحمل إسم والده وقد أطلق نداء مؤخرًا عبر صحيفة “واشنطن بوست” من خلال مقال طلب فيه مساعدة واشنطن، وقال فيه: “أكتب اليوم من بانشير وأنا مستعد لاتباع خطى والدي، مع المقاتلين الجاهزين لمواجهة طالبان مرة جديدة”. وأضاف: “نمتلك مخازن ذخيرة وأسلحة قمنا بجمعها منذ عهد والدي، لأننا كنّا ندرك أنّ هذا اليوم قد يأتي. لكننا نؤكد أنّ قواتنا العسكرية والإمدادات اللوجستية لن تكون كافية وستنفد بسرعة إن لم يجد أصدقاؤنا في الغرب طريقة لتزويدنا بها من دون تأخير”.