في وقت تحتدم المعركة في درعا، المحافظة التي تُعرف بمهد الثورة السورية، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية مقالاً تطرّقت فيه إلى التطورات الراهنة والوضع الإنساني وفشل المصالحة التي دعمتها روسيا، وساهمت في وقف إطلاق النار في عام 2018. ولفتت إلى أنّه على الرغم من شدّة ما يدور في درعا، تستمرّ الاحتجاجات في مواجهة الانتصارات التي يحقّقها النظام السوري المدعوم من روسيا.
وقد ذكّرت المجلّة بأنّ تلك الاحتجاجات انطلقت في المدينة منذ 10 سنوات. وبحسب التقديرات، فقد أودت الحرب السورية بحياة آلاف الأشخاص، إذ إنّ عدد الذين قُتلوا أو اختفوا هو 600 ألف، إضافةً إلى 12 مليون نازح.
من جانبه، وصف ناشط وصحافي يقيم في درعا، ويدعى عمّار (طلب عدم ذكر كنيته)، وضع المدنيين في درعا بأنّه يائس، مشيراً إلى أنّ المدنيين محاصرون في درعا البلد وفي مخيم اللاجئين، ولفت إلى أنّ “وجود قوات النظام والمجموعات المدعومة من إيران في منطقة قريبة، جعل عشرات العائلات محاصرة، ولا يتمكّن المواطنون من مغادرة منازلهم خشيةً من القنّاصة”.
من جانبه، أفاد تحالف يضمّ منظمات سورية غير حكومية أنّ درعا تواجه وضعاً أمنيّاً يتدهور بشكل سريع، وتزداد فيها الأعمال العدائية التي تُرتكَب بحقّ المدنيين، ويمكن اعتبار أنّ درعا تواجه هجوماً هو الأعنف في جنوب سوريا منذ عام 2018، حينما تمّ التوصّل إلى اتفاق لخفض التصعيد. وبحسب التحالف، فإنّ الطواقم الطبية طالبت بفتح ممرّات إنسانية بشكل عاجل من أجل نقل الجرحى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية عاجلة، في الوقت الذي تعاني فيه المدينة من نقص كبير في الإمدادات الطبّية، وتمّت مناشدة الأمم المتحدة لإعادة إمداد السكان بالمساعدات عبر الحدود السورية الأردنية.
وبحسب المجلّة، فإنّ درعا تعدّ من أولى المحافظات السورية التي دفعت قوات النظام السوري إلى الخروج منها في بداية الحرب السورية، وقد استعادها النظام بدعم من موسكو في تموز 2018. وبعد ذلك جرى التوصّل إلى اتفاق “مصالحة”. والجدير ذكره أنّ السوريين الذين رفضوا وجود النظام في درعا حينها، جرى تهجيرهم إلى شمال سوريا، فيما بقي الآخرون بضمانة روسيّة.
وعلى الرغم من المصالحة والتعزيزات الأمنيّة، رأت المجلّة أنّ الوضع معقّد بسبب طموحات إيران الإقليمية، ونيّتها إنشاء قوة عسكرية على الحدود مع إسرائيل. وفي هذا السياق، زادت التوتّرات بين قوات مدعومة من إيران وأخرى تحظى بدعمٍ روسي، بسبب تنافسها على النفوذ على الخطوط الأمامية في درعا.
وبعد استعراض الأوضاع الإنسانية وتدهور الأوضاع في درعا بعد فشل الاتفاق المدعوم من روسيا، وفي ظلّ المخططات الإيرانية، ختمت المجلّة المقال بالإشارة إلى أنّ سوريا ستستمرّ في مواجهة حرب بلا نهاية، ما دام النظام يحكم شعباً يرفضه.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا