شبّهت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بالانسحاب الإسرائيلي من لبنان قبل 21 عاماً، وما يقوم به الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم بما قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يكون خطّط لانسحاب قواته من أفغانستان، لكنّ بايدن نفّذ ذلك بخطّة كانت كارثية، ويجدر به تحمّل مسؤوليّاته، بحسب الصحيفة التي ذكّرت أيضاً بالانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في أيار من عام 2000، بشكل “متسرّع وفوضوي”.
وذكّرت الصحيفة بأنّ الانسحاب من لبنان كان متوقّعاً قبل فترة طويلة، وكان إيهود باراك قد أدرجه ضمن حملته الانتخابية ووعد به إبّانها قبل عام، وقال إنّه سيتحقّق بحلول تموز من عام 2000، لكنّ الأحداث على الأرض أتت مغايرة للمخططات، وحدث الانسحاب بطريقة غير منظّمة، فيما دخل “حزب الله” سريعاً إلى المواقع التي سلّمتها إسرائيل إلى ما كان يُسمّى بـ”جيش لبنان الجنوبي”. وعنونت حينذاك صحيفة “الغارديان” تقريرها عن الانسحاب بـ”فوضى وإذلال مع الانسحاب الإسرائيلي من لبنان”.
وبعد أسبوع من الانسحاب، أجرت مجلة “تايم” مقابلة مع باراك دافع فيها عن الانسحاب من لبنان، نافياً أن يكون له تداعيات سلبيّة على إسرائيل في المستقبل. وقال: “إنّ دخولنا إسرائيل والدفاع عن أنفسنا من داخلها يجعلان الحكومتين اللبنانية والسورية تتحمّلان مسؤوليتهما بالتأكّد من عدم تعرّض المدنيين أو الجيش في إسرائيل للاستهداف، وإلا فسيُعتبر أيّ انتهاك عملاً حربياً، وسيتمّ التعامل معه على هذا الأساس”.
إقرأ أيضاً: النكسة الأميركيّة في أفغانستان.. وامتدادتها بالشرق الأوسط
لكنّ ما حصل هو أنّ “حزب الله” اختبر الحدود بشكل مستمرّ وصولاً إلى حرب تموز 2006 التي استعادت فيها إسرائيل قوّة الردع التي خسرتها نتيجة الانسحاب. وعزّز الحزب ترسانته الصاروخية بشكل كبير منذ الانسحاب، وأخيراً أطلق قذائف صاروخية على إسرائيل، وفقاً لـ”جيروزاليم بوست”.
وشبّهت الصحيفة دفاع إيهود باراك عن قرار الانسحاب من لبنان، بالحجج التي أطلقها بايدن يوم الاثنين، في الوقت الذي كانت فيه “حركة طالبان” تبسط سيطرتها على أفغانستان، ويصل زحفها إلى العاصمة كابول.