نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقالاً للمحلّل السياسي جيدون راشمان، تطرّق فيه إلى الأوضاع في العالم العربي بعد مرور عقد على التظاهرات التي عمّت معظم الدول العربية، معرباً عن نظرة تشاؤميّة إلى الديموقراطية في الشرق الأوسط.
ورأى الكاتب أنّ ما تتعرّض له الحرية السياسية في المنطقة له تداعيات في العالم، مشيراً إلى ما كرّره الرئيس الأميركي جو بايدن عن أنّ العالم وصل إلى مرحلة ستحدّد هل يمثّل هذا القرن حقبة جديدة من الهيمنة الديموقراطية أو زيادة الاستبداد. في المقابل، تدفع بكين بـ”النموذج الصيني” الذي يشدّد على الاستقرار والنظام بدلاً من الحرية السياسية.
أمّا في تونس فقد أصدر الرئيس التونسي قيس سعيّد سلسلة قرارات قضت بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإقالة رئيس الوزراء. وبينما ينظر بعض المراقبين إلى أنّ ما حدث في تونس، وهي الدولة التي لعبت دوراً كبيراً في التاريخ الحديث للشرق الأوسط، هو “انقلاب”، حظيت الإجراءات الجديدة بشعبية لدى المواطنين الذين يشهد بلدهم أزمة اقتصادية، فيما حكومتهم لا تتمتّع بالكفاءة اللازمة.
وتطرّق الكاتب إلى لبنان والعراق، وهما دولتان تعتبران ديموقراطيّتين، ورأى أنّهما تقتربان من أن تصبحا دولتين فاشلتين.
وذكّر الكاتب بأنّ من أسباب اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011، الغضب الشعبي وعدم تحمّل الفساد والركود.
وأشار إلى الأوتوقراطية التي قد تكون مقبولة من حيث الشكل، أي نظام الحكم الذي تتركّز فيه السلطة السياسية العليا في يد شخص واحد يوجِّه جميع أنشطة الدولة، ولا سيّما أنّ الحكام العرب السابقين الذين يُعتبرون مستبدّين حاولوا الحصول على بعض الشرعية من خلال دعم الغذاء وتقديم الخدمات وتوفير الوظائف الحكومية، إلا أنّ هذه الأمور باتت صعبة الآن في الوقت الذي تعاني الحكومات من ثقل الديون.
وبعدما أشار الكاتب إلى أنّ “المواطنين في العالم العربي كانوا يهتفون قبل عشر سنوات احتفاءً بسقوط الحكّام، وأمّا الآن فيحتفلون بسقوط الديموقراطية”، ختم مقاله بالقول: “إنّ تجارب الديموقراطية لم تكن ناجحة في حلّ المشكلات التي يعاني منها الشرق الأوسط”، واستبعد أن “تكون الأوتوقراطية المتجدّدة أكثر فعاليّة”.
لقراءة النص الأصلي اضغط هنا