نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالاً أعدّه الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال غيورا إيلاند، قدّم فيه تحليلاً للتوتّرات الأخيرة التي وقعت على الحدود مع لبنان، ورأى فيه أنّ الطريقة الأهمّ لحفظ السلام والهدوء على الحدود تكمن في دعم الدعوات اللبنانية إلى الحصول على مساعدات مالية دولية، والحدّ من نفوذ “حزب الله”، واعتبار لبنان ككلّ مسؤولاً عمّا يحدث على الحدود.
ورأى الجنرال أنّه لا بدّ من أن تدرس إسرائيل الأحداث الأخيرة من منظورين، الأول تكتيكي، فقد أُطلِقت صواريخ من لبنان على إسرائيل ست مرّات خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأشار إلى أنّ إسرائيل لن تعتاد على هذا الواقع القديم الجديد، ومن هنا كان ردّها من خلال شنّها غارات جوية، هي الأولى منذ عام 2013. وتوقّع الكاتب أن يكون الردّ الإسرائيلي أقوى في المرّة المقبلة.
أمّا المنظور الثاني الذي يجب أن تفحصه إسرائيل فيتمثّل في الجانب الاستراتيجي، بحسب الكاتب الذي تحدّث عن الصراع الكبير الذي يدور حالياً حول مستقبل لبنان الذي يعيش أزمات اقتصادية وإنسانية كبيرة.
ورأى الجنرال إيلاند أنّ المعضلة التي تواجهها إسرائيل ثلاثية الجوانب: أوّلاً، يمكن أن تسمح بانهيار لبنان، وهو أمر سينسحب بتداعياته على “حزب الله” وعلى نفوذه العسكري والسياسي. ثانياً، الردّ على أيّ ضربة مقبلة من “حزب الله” عبر شنّ ضربات عقابية في لبنان، وهذا ما يمكن أن يُغضب الكثير من اللبنانيين من الحزب. ثالثاً، دعم الدعوات اللبنانية المنادية بالحصول على دعم مالي طارئ من الدول الغربية، في مقدّمها فرنسا والولايات المتحدة.
وأشار الجنرال إلى أنّ الرسالة، التي يجب أن توصلها تل أبيب إلى لبنان والمجتمع الدولي، تتمثّل في أنّ أيّ حرب ثالثة قد تنشب، لن تكون موجّهة من إسرائيل ضد “حزب الله”، بل ضد لبنان كدولة. لذلك، تشكّل المبادرة الدولية بشأن لبنان، إلى جانب الردع العسكري من الجانب الإسرائيلي، الطريقة الفضلى للحفاظ على الهدوء على طول الحدود مع لبنان، بحسب الكاتب.