نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ “متغيِّر دلتا جعل إعادة التلقيح ضرورة ملحّة”، وأنّ “الناس يحتاجون إلى جرعة معزّزة من اللقاح في وقت قريب”، وذلك بعدما حصد الفيروس أرواح أكثر من 4.2 ملايين شخص حول العالم.
ولفتت المجلة إلى أنّ الحرب الصحّية مستمرّة. فبعدما كان من المتوقّع أن يسيطر العالم على الجائحة في معركة تستمرّ 36 شهراً، يُمكن القول الآن إنّه في حين لا يزال العالم في الشهر التاسع عشر فقط، ها هو “دلتا” يشكّل قلقاً للأشخاص الذين تلقّوا اللقاح وللّذين لا يزالون من غير تطعيم، على حدّ سواء.
وأشارت المجلة إلى أنّه استناداً إلى الأسباب الآنفة الذكر، فإنّ الولايات المتحدة ستحتاج إلى جرعة ثالثة من اللقاحات لكبار السنّ. وفي هذا السياق، علّق كبير مطوّري اللقاحات البروفيسور ستانلي بلوتكين بالقول: “لا أجد أنّ الفيروس يختفي”.
من جانبها، عارضت منظمة الصحة العالمية الجرعات المعزّزة التي تطلبها الدول الأكثر ثراءً قبل أن يحصل مليارات الأشخاص في الدول المتوسطة الدخل والدول الفقيرة على الجرعة الأولى، باعتبارها مسألة أخلاقية. لكنّ الأدلّة الحالية تكشف عن خطر جديد يتمثّل في كون الأشخاص الذين تلقّوا اللقاح يمكن أن يحملوا متغيِّر دلتا في أنوفهم وأفواههم، وأن ينقلوا العدوى.
من جهتها، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير أنّ ألمانيا ستبدأ في تقديم جرعات معزّزة ضد فيروس “كورونا” للأشخاص المعرّضين للخطر اعتباراً من شهر أيلول المقبل، ويشملون كبار السنّ والأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الدول الغنيّة تتسابق إلى إعطاء جرعات إضافية من الطعم للأشخاص الذين تلقّوه بالكامل، في وقت ينبّه خبراء إلى ضرورة إيلاء أولويّة لإعطاء الجرعات الأولى للناس في جميع أنحاء العالم.
وأوضحت الصحيفة أنّه لا يوجد إجماع بين العلماء، حتى الآن، على الحاجة إلى توفير جرعات معزّزة للمُلقّحين، ولكنّ بين الدول خشيةً من تجدّد موجات انتشار الفيروس وما يرافقها من إغلاقات مكلفة، ولهذا تسعى دول كثيرة إلى منح شعوبها جرعات معزّزة.