نشرت مجلّة “فورين بوليسي” الأميركية مقالاً أعدّه الكاتب بلال وهاب، الباحث في معهد واشنطن، الذي تركِّز مقالاته وتحليلاته على الشؤون العراقية، رأى فيه أنّ العراقيين يخشون مصيراً مشابهاً لِما حدث في أفغانستان، وانتقال المشهد الأفغاني إلى العراق، وتكرار سيناريو الانهيار فيه.
وأوضح الكاتب، الذي التقى عدداً من العراقيين خلال الشهرين الأخيرين، أنّ العراقيين يثيرون مسألة احتمال انسحاب القوة الأميركية البالغ عددها 2500 جندي من العراق، والتداعيات التي ستنجم عنه إن حصل، سواء أكانت سيطرة المجموعات التابعة لإيران على السلطة أو تصدّر تنظيم “داعش” المشهد أو نشوب حرب أهلية.
وعدّد الكاتب أوجه الشبه بين العراق وأفغانستان بدءاً من الحكومة والقوات العسكرية العراقية التي لا تبدو مستعدّة لمواجهة المجموعات المسلّحة التي تهدّد سيادة العراق واستقراره، كما هو الحال في أفغانستان، وصولاً إلى الإرادة السياسية التي تتغلّب على القدرة على القيام بخطوات معيّنة.
وفي المرحلة المقبلة، قد يرى المسؤولون العراقيون أنّ واشنطن لم تعد شريكاً جديراً بالثقة، بعد ما حصل في أفغانستان، ولكنّ السعي إلى استبدال الشريك الأميركي بطهران أو أنقرة لن يُسفر إلا عن المزيد من التبعيّة العراقية والبحث عن شركاء لا يمكن الوثوق بهم، بحسب الكاتب الذي شدّد على ضرورة اعتراف العراق والولايات المتحدة بأنّ الفساد المستشري في العراق يعتبر تحدّياً بارزاً للأمن، وليس للانتقال الديموقراطي فحسب. كذلك لا بدّ من تنفيذ إصلاحات حكومية، إضافةً إلى قيام واشنطن بالمساءلة ومعرفة مصير الأموال والمعدّات التي قدّمتها للقوات العراقية وقوات البشمركة الكردية.
وقد يسلك العراق المسار الأفغاني بحال لم يتمّ ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، من خلال السعي إلى الحفاظ على الالتزامات الأميركية في العراق، وفي مقدّمها مكافحة الإرهاب، فما دامت العلاقات بين الطرفين محدّدة بعدد من القوات الأميركية، ستطمح إيران ووكلاؤها إلى إنهاء العلاقة عبر انسحاب القوات الأميركية.
ولكن على الرغم من وجود أوجه شبه بين العراق وأفغانستان، فإنّ بغداد ليست كابول، وقد تتجنّب المصير الأفغاني، ومن المؤكّد أنّ الرئيس الأميركي لا يرغب برؤية صور من مطار بغداد الدولي كالتي شاهدها العالم في مطار كابول. ولذلك على واشنطن ألا تترك الحكومة العراقية التي عليها بدورها تحمّل مسؤوليّاتها، في الوقت الذي تجنح واشنطن باهتماماتها وأولويّاتها خارج الشرق الأوسط.