نشرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية مقالاً أعدّه الكاتب رينو جيرار تطرّق فيه إلى “المهمّة الفرنسية الصعبة في لبنان”، وسأل: “كيف يُمكن مساعدة دولة، أي لبنان، لا تستطيع أن تساعد نفسها؟”، وأوضح أنّ “هذا هو التحدّي الذي واجهته باريس مع لبنان لأكثر من ثلاث سنوات”.
وذكّر الكاتب بمؤتمر سيدر، الذي استضافته باريس في نيسان 2018، بالتوازي مع تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان بسبب الديون وعجز الميزانية، حيث تعهّدت الدول المانحة بتقديم 11 مليار دولار بشكل قروض وهبات للبنان، لكنّه لم يتلقّ هذه الأموال مع عدم تحقيق الإصلاحات التي التزم بها.
قد تصل الأمور إلى إمكان عقد مؤتمر دولي تشارك فيه فرنسا إلى جانب المملكة العربية السعودية وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، ووضع لبنان تحت الوصاية الدولية عبر تفعيل الفصل الثالث عشر من ميثاق الأمم المتحدة
وتناول الكاتب ثورة 17 تشرين، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية، وصولاً إلى 4 آب 2020، يوم دُمِّر مرفأ بيروت إثر وقوع انفجار في عنبر يحتوي على نيترات الأمونيوم، التي هي متفجّرات وضعها حزب الله في عام 2014 سرّاً، كمخزون احتياطي للنظام السوري، بحسب الكاتب.
وأشار الكاتب إلى أنّ “فرنسا قامت، بالتشاور مع الولايات المتحدة الأميركية، باتخاذ مبادرة لتوفير احتياجات الجيش اللبناني، المؤسسة الأخيرة القادرة على منع غرق لبنان في الفوضى”.
وتحدّث الكاتب أيضاً عن الانتخابات النيابية المزمع عقدها عام 2022، والتي يجب أن تتحلّى بالشفافيّة، وفقاً لجيرار الذي تطرّق أيضاً إلى الحلّ الطويل الأمد، موضحاً أنّ كل الحلول مطروحة على طاولة البحث، ويدرسها اللبنانيون والغربيون، وقد تصل الأمور إلى إمكان عقد مؤتمر دولي تشارك فيه فرنسا إلى جانب المملكة العربية السعودية وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأميركية، ووضع لبنان تحت الوصاية الدولية عبر تفعيل الفصل الثالث عشر من ميثاق الأمم المتحدة.
إقرأ أيضاً: مجلس الأمن وحده يمنع انهيار لبنان
وفي السياق نفسه، كان موقع “أساس ميديا” قد نشر مقالاً، نقلاً عن “ميدل إيست آي”، أعدّه ماركو كارنيلوس، الذي شغل منصب سفير إيطاليا في العراق، ورأى فيه أنّ “لبنان أصبح دولة فاشلة”، وسأل “متى يتدخّل العالم؟”، وقال فيه “إنّ فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية عقدت مشاورات غير رسمية بشأن لبنان على هامش اجتماع مجموعة العشرين الذي عُقِد أخيراً، من دون الكشف عن تفاصيل إضافيّة”، وشدّد على أنّ “الاختبار الجادّ الأوّل لعزم المجتمع الدولي على حلّ مشكلة لبنان يتمثّل في عقد جلسة خاصّة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإذا اتّفق الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن على أنّ انهيار لبنان سيشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليّين، فإنّهم يتبنّون قراراً بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”.