ماذا يجري بين الرياض وأبو ظبي؟

مدة القراءة 3 د

نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” مقالاً أعدّه الكاتب ترفل فيلسيث، تطرّق فيه إلى التوتّر المتواصل بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بسبب حصص إنتاج النفط، وتأثيره على منظمة الدول المصدّرة للنفط “أوبك”، وذلك بعدما ذكرت وكالة “بلومبيرغ”، في مقال نشره موقع “أساس ميديا”، أنّ التوتّرات الراهنة بين المملكة والإمارات نشبت بسبب إنتاج النفط وحسابات جيوسياسية، وعلى خلفيّة المنافسة الاقتصادية.

ولفت الكاتب في المجلة الأميركية إلى أنّ الطلب تزايد على النفط بالتوازي مع زيادة نسبة التلقيح واستئناف الكثير من الناس لرحلاتهم، ولكن عدم توصّل منظمة “أوبك بلاس” إلى اتفاق، والاستقرار في الإمدادات النفطية،  أسفرا عن ارتفاع في الأسعار. وكان الخلاف بين الدولتين العربيّتين قد تبعه إلغاء للجولة الجديدة من محادثات منظمة “أوبك +”.

وأوضح الكاتب أنّ الدول الأعضاء في “أوبك+” يطلبون عادةً اتفاقاً لزيادة الإنتاج، ولكن في غياب الاتفاق، تُلزَم هذه الدول بمواصلة الإنتاج بالنسب الحاليّة. ولمّا لم تتوصّل منظمة “أوبك” إلى اتفاق، بقي إنتاج النفط عند مستوياته السابقة، فأدّى الى ارتفاع الأسعار. فعلى سبيل المثال، ارتفع سعر خام برنت بنسبة 1% خلال الأسبوع الماضي، ليُصبح سعر البرميل 75 دولاراً، وهو السعر الأعلى منذ 2018.

ذكرت وكالة “بلومبيرغ” في مقال نشره موقع “أساس ميديا” أنّ التوتّرات الراهنة بين المملكة والإمارات نشبت بسبب إنتاج النفط وحسابات جيوسياسية، وعلى خلفيّة المنافسة الاقتصادية

وذكرت المجلّة أنّ المنظمة العالمية سعت في السابق إلى المحافظة على استقرار سوق النفط، وعندما أدى تفشّي جائحة “كوفيد 19″، والإغلاق الذي رافقها، إلى تقليص الطلب على النفط العام الماضي، وافقت الدول الأعضاء على تخفيض الإنتاج والعرض بهدف الحفاظ على استقرار السعر إلى حدٍّ ما.

والجدير ذكره أنّ الدول الـ 13 الأعضاء في منظمة أوبك تسيطر على 40% من مخزون النفط العالمي، وتنافس الدول غير الأعضاء المنتجة للنفط، مثل الولايات المتحدة الأميركية والبرازيل. وتضمّ أوبك+، التي أُسِّست عام 2016، عشر دول أخرى، في مقدّمها روسيا.

من جانبها، نشرت قناة “TRT” التركية على موقعها مقالاً باللغة الإنكليزية، أشارت فيه إلى أنّ الاستياء السعودي من الإمارات يتزايد بسبب ملفّات عدّة، مثل الحرب في اليمن وخلافات “أوبك”. وفي الوقت نفسه، تتبع أبو ظبي سياسة خارجية تتعارض مع سياسة الرياض.

في السياق نفسه، قالت شخصية سياسية كويتية تتّصل بانتظام بمسؤولين سعوديين إنّ التوتّرات نشبت مع حرب اليمن بسبب سيطرة الإمارات على مناطق حدودية من بينها بعض الأراضي مثل سقطرى وباب المندب، وهما منطقتان تتمتّعان بموقع استراتيجي.

وأضاف المصدر الكويتي أنّ الرياض وأبو ظبي تتنافسان على كسب المزيد من النفوذ في العالم الغربي، فالإمارات تتمتّع بـ”سيطرة وتأثيرات” على الغرب، وتطوِّر علاقاتها مع الصين بشكل أفضل من السعوديين.

من جهته، علّق الأكاديمي وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر على التطوّرات الأخيرة، موضحاً أنّ “الحرب في اليمن كانت عاملاً رئيسياً وراء تراجع العلاقات السعودية – الإماراتية. وبعدما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ إنهاء المشاركة في حرب اليمن يدخل في صلب سياسته الخارجية، فقدَ التحالف الإماراتي السعودي داعماً مهمّاً، وأثّر على العلاقات بين الطرفين”.

مواضيع ذات صلة

التّوافق “شغّال”… وبرّي: لا تحلُموا!

بعد اكتمال كلّ التواقيع الرئاسيّة والوزاريّة، تُرسِل اليوم رئاسة الجمهوريّة مشروع القانون المعجّل للتعديلات على قانون الانتخاب إلى مجلس النوّاب. لكن ليس لهذه الخطوة الدستوريّة…

“القوّات” تشنّ حرباً على العهد: كونوا كأفيخاي!

قانونيّاً، ودستوريّاً، لم يعُد للحكومة أيّ دور في شأن تحديد مسار قانون الانتخاب. لكنّ حزب القوّات اللبنانيّة، كالعادة، يواظب على سياستها بما يكفي لإبقاء التوتّر…

لبنان يطمر رأسه في الرمال

في الوقت نفسه، حصلت زيارتان دوليتان: الأولى للرئيس السوري أحمد الشّرع الذي اتّخذ مساراً لبلاده أوصله إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والثانية للرئيس اللبناني…

هل يَطرح “الثّنائيّ الشّيعيّ” الثّقة بحكومة نوّاف سلام؟

مُجدّداً، رُميت الكرة في ملعب الرئيس نبيه برّي في ما يخصّ التعديلات على قانون الانتخاب. تسوية أو مواجهة قاسية تهدّد بتطيير الانتخابات؟ وفق معلومات تسرّبت…