في زحمة انهيارات البلد، وإصرار المتحكّمين بأمر الفساد على تلوين كل الدروب المؤدّية إلى المستقبل بلون العتمة، وتكبيل الشباب اللبناني بأزمات العيش، وحصر سقف طموحهم بليتر بنزين، هناك من يحاول جاهداً إحياء ما تبقّى من أمل والتقاط الإيجابية من مصادرها الضئيلة، لكن المتعددة، في بلد لا يزال صامداً “بنعمة” المبادرات الفردية.

“Career Marathon” هو مبادرة تنموية شبابية من “جمعية كشافة الإغاثة اللبنانية”، تتمحور حول محاولة رفع منسوب الوعي لدى الشباب في سوق العمل، بدءاً من اختيار الاختصاص، وصولاً إلى كيفية تنمية قدراتهم، وتعزيز الطاقة الإيجابية داخلهم، ومساعدتهم في اقتناص الفرص والتأقلم مع الظروف الحالية والتعاطي مع بيئة العمل بالطريقة الفضلى.

بحسب “الدولية للمعلومات”، في آخر إحصاءاتها عن البطالة، توقّعت قبل عام، وفقاً للمؤشّرات والأوضاع الاقتصادية التي كان يعيشها لبنان والتي تزايدت اليوم، إمكان ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل إلى نحو مليون لبناني

ظهرت الفكرة، بحسب مفوّض تنمية العضوية في الجمعية رندلى زغيب، بسبب الظروف الصعبة التي يمرّ لها لبنان، وبعد رصد حالات فشل مهنية للشباب في سوق العمل بسبب عدم الإلمام الكامل بكيفية التعاطي مع فرص العمل، وغياب الوعي في موضوع البحث عن العمل أيضاً.

فبحسب “الدولية للمعلومات”، في آخر إحصاءاتها عن البطالة، توقّعت قبل عام، وفقاً للمؤشّرات والأوضاع الاقتصادية التي كان يعيشها لبنان والتي تزايدت اليوم، إمكان ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل إلى نحو مليون لبناني، أي إلى نسبة 65% من القادرين على العمل، بعدما كان عدد العاطلين عن العمل قبل ثورة 17 تشرين 2019 نحو 350 ألفاً فقط، أي 25% من حجم القوى العاملة. ثمّ ارتفعت أعدادهم مع بداية العام 2020 نتيجة حالة الشلل التي شهدها لبنان وتفشّي وباء كورونا إلى 430 ألفاً، أي بنسبة 32%، بعد صرف نحو 80 ألفاً من عملهم.

المبادرة توفّر دروساً “أونلاين”، متخصّصة ومجانية، تساعد الشباب اللبناني العاطل عن العمل أو غير المرتاح في عمله الحالي، في الحصول على فرص تناسب قدراته وطموحاته.

الماراثون التوعوي، المؤلّف من 11 جلسة افتراضية يقدمها 11 متحدّثاً متخصّصاً في مجالات العمل والتمكين والقيادة وتنمية القدرات الجسدية والنفسية للشباب، تبدأ جلساته اليوم السبت، وتستمرّ حتّى نهاية حزيران الحالي.

مشروع يضمّ عشرات الشبان الطامحين إلى مستقبل أفضل، وغير محصور بالجمعية، بل إنّ الماراثون مفتوح لاستقبال كلّ جمعيات الكشافة في لبنان، بالإضافة إلى جميع الشباب الراغبين في الالتحاق بالبرنامج (للمشاركة يمكن الضغط على الرابط في نهاية المقال)، على اختلاف انتماءاتهم وقدراتهم ورغباتهم المهنية. ويمكنهم التسجُّل أيضاً عبر رابط المبادرة الموجود على حسابات الجمعية الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، للمشاركة في عدّة جلسات أو في جميعها، كلٌ حسب اهتماماته.

وتؤكّد زغيب في حديث لـ”أساس” أنّ هذه الجلسات متّصل بعضها بالبعض الآخر، وتبدأ ببناء القدرات الذاتية، وصولاً إلى اختيار الاختصاص الجامعي والبحث أو التعاطي مع فرص العمل، وسبل التوازن بين الحياة العملية والاجتماعية، وتحسين بيئة العمل والتفكير الإيجابي على الرغم من الأزمات : “فالجلسات ليست تنظيرية، بل هي واقعية تتعامل مع الشباب انطلاقاً من الواقع الحالي، وتحاول مساعدتهم في الحصول على فرص عمل في الوضع الراهن… فمع الظروف الراهنة توجد فرص عمل، لكن علينا أن نجدها ونعرف كيف نتعامل معها ومع أنفسنا، لكون الوعي يشكل 70% من فرصة الحصول على أيّ عمل”.

إقرأ أيضاً: مرصد AUB: الانهيار قريب؟ (2/4)

من أبرز التحدّيات التي تواجه المبادرة، ثقافة الشباب الخاطئة حول العمل، وأرقام البطالة المرتفعة في صفوف الشباب، التي تقدّرها المنظمات الدولية بأكثر من 50 % حالياً. وبالطبع هناك الأزمة الاقتصادية التي تعانيها الشركات والمؤسسات المحلية، مع ارتفع سعر صرف الدولار الذي أفقد الرواتب قيمتها.

لهذه الأسباب تعمل المبادرة على صناعة محاولات ضمن الجلسات لتوجيه الشباب نحو البحث بطريقة أفضل عن فرص عمل في سوق العمل الخارجي، وتقديم أنفسهم بطريقة احترافية للحصول عليها وتحسين وضعهم المعيشي، على أن تكون الخطوة المقبلة للمبادرة توسعتها لعقد جلسات لكل اختصاص أو مجال يهمّ الشباب اللبناني ويرتبط بسوق العمل.

مرفق أدناه روابط المشاركة في الجلسات، وصفحات المبادرة:

رابط الصفحة اضغط هنا

رابط المشاركة في الجلسات اضغط هنا

رابط التسجيل اضغط هنا