هل فعلاً سيموت متلقّي لقاح كورونا بعد عامين من أخذه؟
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسالة تُنسب إلى الحاصل على جائزة نوبل “لوك مونتانييه” (Luc Montagnier)، تدّعي قوله إنّ “جميع الذين تلقّوا لقاح فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″ سيموتون في غضون عامين”.
وعزّزت هذه الشائعة التّردّد بشأن اللقاح بين أولئك الذين لم يتلقّوا اللقاح بعد في لبنان وعدد من الدول.
فما مدى صحّة هذا الخبر؟ وهل يؤثّر ذلك على أعداد المسجّلين على المنصّة في لبنان بعد التحسّن الملموس في المنحى الوبائي في لبنان؟
لكن ماذا قال لوك مونتانييه؟
قيل إنّ عالم الفيروسات الفرنسي الأشهر اعتبر أنّ جميع الأشخاص، الذين لُقِّحوا ضدّ فيروس كورونا المستَجدّ، المسبّب لمرض “كوفيد – 19″، سيموتون حتماً في غضون سنتين، وأنّه لا توجد فرصة للبَقاء على قيد الحياة للأشخاص الذين تلقّوا أيّ شكل من أشكال اللّقاح.
ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي برسالة تُنسب إلى الحاصل على جائزة نوبل “لوك مونتانييه” (Luc Montagnier)، تدّعي قوله إنّ “جميع الذين تلقّوا لقاح فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″ سيموتون في غضون عامين”
في المقابلة المثيرة للجدل، التي نشرتها مؤسسة “RAIR Foundation USA” بالولايات المتحدة الأميركية، صرّح مونتانييه: “لا أمل ولا علاج ممكن لأولئك المطعَّمين بالفعل. يجب أن نكون مستعدّين لحرق الجُثث”. وقال مونتانييه إنّ “العديد من علماء الأوبئة يعرفون ذلك وهم صامتون بشأن المشكلة المعروفة باسم التعزيز المعتمد على الأجسام المضادة”.
إلا أنّ وكالة “رويترز” ذكرت أنّها قامت بالاستقصاء عن الأمر، لكنّها لم تعثر على أيّ دليل مستقلّ يُثبت أنّ العالم الفرنسي قد أدلى بمثل ذلك الكلام الخطير المنسوب إليه. وأوضحت الوكالة أنّ “الروابط المصاحبة للتّدوينة لا تقدّم أي إثباتات، حيث إنّ مقطع الفيديو القصير، الذي يظهر فيه مونتانييه متحدّثاً بشكل عام عن سلالات كورونا ومتحوّلاته ولقاحاته، كانت ترجمته المصاحبة على الشاشة تتحدّث عن شيء آخر تماماً لا يتعلّق بكون المُطعَّمين سيموتون في غضون سنتين”.
كذلك نفت مؤسسة “RAIR Foundation USA”، التي نُسب إليها الخبر من الأساس، تداول الأكاذيب حول مونتانييه. وأكّدت أنّ التّحريف الصّريح لبيان مونتانييه يأتي بعدما كشف أنّ لقاح الفيروس التاجي “يخلق متغيّرات”، كما ورد في “RAIR Foundation USA”. من غير الواضح إذا كانت الشائعة قد بدأت محاولةً ساخرةً لتشويه سمعة مونتانييه، أو إذا كانت قد بُثّت لتأكيد خطورة اللّقاح. في كلتا الحالتين، لم يقل الحائز جائزة نوبل شيئاً مشابهاً.
نفت مؤسسة “RAIR Foundation USA”، التي نُسب إليها الخبر من الأساس، تداول الأكاذيب حول مونتانييه. وأكّدت أنّ التّحريف الصّريح لبيان مونتانييه يأتي بعدما كشف أنّ لقاح الفيروس التاجي “يخلق متغيّرات”
في لبنان، جزم رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، في حديث لـ”أساس”، أنّ “هذه الأقاويل هي أكاذيب وتحوم حولها الشكوك. ولوك مونتانييه لم يقل إنّ جميع الذين تلقّوا لقاح كورونا سيموتون في غضون عامين، وذلك وفقاً لعدّة تقارير نشرت في مواقع إنديا توداي (india today) وساينس ذا واير (science the wire). إنّها ليست المرّة الأولى التي يثير فيها مونتانييه الجدل بتصريحاته، فقد كانت له تصريحات سابقة سبّبت بلبلة في الخارج ودول العالم”.
وبحسب البرزي فإنّ “هذه واحدة من الحملات المبرمجة المضادة للقاحات. فمثل هؤلاء لهم مصلحة كبيرة بالتسويق لهذه الأخبار. في لبنان بعض الأشخاص يهوون التسويق ضد اللقاح وفعاليّته، ويلجأون إلى كلّ الوسائل، المشروع منها وغير المشروع. لذلك لاحظنا انتشار هذا الخبر بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي”.
إقرأ أيضاً: لا داعي للهلع.. “الفطر الأسود” موجود في لبنان
وختم البزري مؤكّداً أنّه “إذا بدأنا نلاحظ أثر هذه الأخبار من خلال نجاح مطلقيها في فرملة التلقيح، سنتدخّل من أجل تسريعه. وخلاصة الكلام أنّ مونتانييه لم يقُل إنّ جميع الذين تلقّوا لقاح كورونا سيموتون في غضون عامين. والحقيقة هي أنّ جميع اللّقاحات، بما فيها لقاحات كورونا، تُنقذ الأرواح”.