كاد إجراء الانتخابات يُحدث شرخاً في الساحة الفلسطينية، وتحديداً في ساحة السلطة ومعها حركة فتح، فإذ بعملية تأجيل هذه الانتخابات تتحوّل إلى عامل توحيد بين كلّ الأفرقاء الفلسطينيّين، ودائماً العنوان واحدٌ، وهو “القدس”. لا بل إنّ هذا التأجيل بات عامل قلق عند الإسرائيليين، خصوصاً أنّه يتّجه إلى أن يكون بوّابة لانتفاضة جديدة اسمها انتفاضة “القدس”.
القيادي في حركة فتح اللواء منير المقدح يرى أنّ “الساحة الفلسطينية مقبلة على انتفاضة جديدة حاضنتها القدس، ومن هناك سوف تمتد إلى كلّ رقعة قادرة على مقاومة الاحتلال”. وردّ على المتشكّكين في القدرة على ولادة انتفاضة جديدة واستمرارها، فقال لـ”أساس”: “انتفاضة القدس ستبقى مستمرّة على الرغم من الظروف الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى الظروف الداخلية والعربية والمجتمع الدولي الظالم. اليوم، ليس بيد الفلسطيني أيّ شيء. لذلك الانتفاضة مستمرة، ولا يؤثّر فيها أيّ شيء، وليس بيدنا سوى أن نواجه”.
كاد إجراء الانتخابات يُحدث شرخاً في الساحة الفلسطينية، وتحديداً في ساحة السلطة ومعها حركة فتح، فإذ بعملية تأجيل هذه الانتخابات تتحوّل إلى عامل توحيد بين كلّ الأفرقاء الفلسطينيّين
رؤية المقدح يؤكّدها القيادي الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، الذي قال لـ”أساس”: “شعبنا انتفض من أجل الحرية والكرامة، وما زالت الأمور كما كانت، وشعبنا صامد على الرغم من قوّة العدو الصهيوني. استمرّت الانتفاضات في السابق أكثر من 3 شهور. شعبنا لا يلين ولا يهمّه أيّ شيء على الرغم من الاعتقالات والإصابات. وكلّ الشعوب تقف إلى جانبه وتؤيّده. وانتفاضة القدس آتية”.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تقريراً للقناة 12 الإسرائيلية، يفيد أنّ “القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي تستعدّ بالفعل لاضطرابات حدودية مع قطاع غزّة، وتراقب عن كثب التطوّرات بين الفلسطينيّين، في وقت تظاهر مرشّحون من مختلف القوائم الانتخابية أمام مقرّ لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية في غزّة، الأربعاء، احتجاجاً على التأجيل المتوقّع للاستحقاق الانتخابي”.
رؤية المقدح يؤكّدها القيادي الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب، الذي قال لـ”أساس”: “شعبنا انتفض من أجل الحرية والكرامة، وما زالت الأمور كما كانت”
وأضاف التقرير الإسرائيلي: “جاءت هذه التطوّرات بعد صدامات في القدس الشرقية، الأسبوع الماضي، بين الشرطة الإسرائيلية وبين متظاهرين فلسطينيّين إثر اشتباكات أوسع بين متطرّفين يهود ومقدسيّين عرب”.
التطوّر الأبرز هو إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتّجاه إسرائيل سقطت معظمها في مناطق مكشوفة، وتصدّى نظام القبّة الحديدية لبعضها. وقالت حركة حماس، التي تحكم غزّة، في بيان الأربعاء، إنّها ستحمّل إسرائيل المسؤولية في حال تأجيل التصويت.
إقرأ أيضاً: القدس تؤجّل الانتخابات الفلسطينيّة؟
وأبلغ محمود عباس، بالفعل، أجهزة الأمن الفلسطينية بأن تكون على أهبة الاستعداد وسط مخاوف من احتجاجات أو أعمال شغب في الضفة الغربية بسبب التأجيل المحتمل.
ويصرّ عباس على اشتراط السماح لسكان القدس الشرقية بالترشّح، والإدلاء بأصواتهم، وعقد التجمّعات الانتخابية في المدينة، التي تعتبر داخل الجدار الحدودي الفاصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. لكنّ إسرائيل لم تعلن حتى الآن موافقتها على طلب السلطة الفلسطينية بالسماح لسكان القدس العرب، الذين لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، بالمشاركة في الانتخابات التي يشترط الفلسطينيّون مشاركة المقدسيّين لإقامتها.
الخبر الأهم أنّ استطلاعاً للرأي، أجراه “مركز القدس للإعلام والاتصال”، بالتعاون مع “مؤسسة فريديريش إيبرت” الألمانية، قد خلص إلى أن النسبة الكبرى من الفلسطينيّين ستصوّت في الانتخابات الرئاسية المقبلة للقيادي المعتقل لدى إسرائيل مروان البرغوثي على حساب عباس. ويرى معارضون لعباس أنّ محاولات تأجيل الانتخابات لا تتعلّق بالقدس ووضعها، “بل بنتيجة استطلاعات الرأي”.