ملحم الرياشي يحاور إيلي الحاج حول كتابه إلى جعجع

مدة القراءة 6 د

أظهرت مناقشة لمضمون “الكتاب المفتوح”، الذي وجّهه الزميل إيلي الحاج عبر “أساس ميديا” إلى الدكتور سمير جعجع، أنّ قيادة حزب “القوات اللبنانية”، بحسب الوزير السابق ملحم الرياشي، لم تتخلَّ عن مرحلة “أوعى خيّك” مع “التيار العوني”، على الرغم من كلّ خلافاتها مع رئيسه النائب جبران باسيل.

حصلت المناقشة في برنامج “بدبلوماسية” للإعلامية روزانا رمّال، الذي تبثّه محطة “otv”، وشارك فيه، إلى الرياشي، الوزير السابق كريم بقرادوني، الذي أشاد بالزميل الحاج انطلاقاً من معرفة قديمة به، وأوضح أنّه لم يقرأ “الكتاب المفتوح” الذي قدّمت رمّال ملخصاً عنه، لكنّه استنتج أنّ “سمير جعجع يبدو للزميل الحاج وكأنّه كان شخصاً وصار شخصاً آخر، أو كأنّه طلّق المبادئ التي كان يطرحها، فكان يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر. وهذا خطأ. نحترم وجهة نظره، ولكن لا يعني ذلك أنّه على حق”.

وزير الإعلام السابق الرياشي: سعيت إلى “أوعى خيّك” بمباركة جعجع وعون “وخصوصاً سمير جعجع. فأنا ما كنت فاتح دكّانة وحدي”

واعتبر بقرادوني أنّ المسيحيين “كانوا مرتاحين جداً إلى اتفاق معراب، لكنّه لم يتمّ”، كاشفاً أنّ “كلام الحاج يتردّد داخل “القوات” أيضاً. وبين المبادئ والمواقف هناك اختلاف، لكن قناعات جعجع لا تزال هي نفسها، فأنا أعرفه جيداً منذ 1972 عندما كان طالباً في الجامعة الأميركية وكنّا نحن في مصلحة طلاب حزب الكتائب. لكنّ جعجع يمتلك قدرة على تطوير مواقفه بحسب ميزان القوى والمعطى السياسي. ولا يُمكن التشبّث بقناعات تستحيل ترجمتها. فهو يترجمها على طريقته خطوة خطوة. ومنذ خروجه من السجن عام 2005 عرف أن يجعل القوات قوّة برلمانية وشعبية”.

الرياشي “تبنّى” كلام بقرادوني، لافتاً إلى أنّ “إيلي الحاج صديق وزميل قصدَ النقد، وهذا حقّ مشروع… لكن نحن أصحاب عقيدة ورسالة، ومسؤولون عن “أوعى خيّك” ولا نزال. لكن عندما يحصل خلاف مع قيادة إخوتنا في “التيار الوطني الحر” نضع النقاط على الحروف بوضوح تامّ وعن حق. فعلنا ذلك إلى الآخر حتّى انتهت الحروف. وأريد القول لإيلي، ولكل الناس، بكل اقتناع قواتيّ وسياسيّ و”مسيحاني” في آن واحد، “أوعى خيّك” ليس مرّة واحدة أو سبع مرّات، بل سبعين مرّة، كي يعرف الجميع أنّ هذا البعد هو بعدٌ تأسيسيّ للقوة المسيحية الجامعة، وفي الوقت نفسه – وكوني شخصاً علمانياً – أقول إنها بعدٌ تأسيسيّ للقوة الوطنية الجامعة”.

ورأى وزير الإعلام السابق والمقرّب من الدكتور جعجع، أنّ “هذه الثنائية المسيحية التي نشأت، وكان يجب أن تتوسع أكثر، أقامت توازناً وطنياً، وليس توازناً داخلياً مسيحياً فحسب. إلّا أنّه، يا للأسف، كان موقتاً للأسباب التي نعرفها جميعاً، وتتعلق بإدارة الحكم التي اعترضنا عليها في تلك المرحلة. اعترضنا على رئيس الجمهورية وعلى (رئيس التيار) جبران باسيل، ووصل الاعتراض إلى الافتراق”. 

وذكّر الرياشي بأنّه سعى إلى “أوعى خيّك” بمباركة جعجع وعون “وخصوصاً سمير جعجع. فأنا ما كنت فاتح دكّانة وحدي”. واعتبر أنّ “تلك المرحلة كانت منعشة للمسيحيين. وكل الناس يذكرونها. وكانت منعشة للبنان لأنّها أعادت التوازن الوطني الذي كان غائباً منذ ثلاثين سنة”. وأشار إلى أنّ “رئيس الجمهورية كان يتحدّث في حكومة العهد الأولى عن صلاحيات رئيس الجمهورية غير الموجودة في النص، أي الدستور، ويقول “شالوها” (أزالوها من النص). في تلك المرحلة لم يكن معه ثلث معطِّل، بل صلاحيات الرئيس في الجمهورية الأولى ولكن من دون نصّ، والفضل في ذلك يعود إلى اتّفاقه مع سمير جعجع”.

ودعا إلى “النظر إلى الأبعاد الإيجابية للاتفاق”، لافتاً إلى أنّ المرء “لا يعرف قيمة ما يمتلك إلا عندما يخسره. وقد خسرنا الاتفاق بسبب إدارة رفاقنا في “التيار الوطني الحر” للّعبة. ولا يعني ذلك أنّهم ما عادوا إخوتنا”.

وردّاً على سؤال عن عرقلة الطموحاتِ الرئاسية إحياءَ الاتفاق، قال: “أبداً، لا علاقة للطموحات الرئاسية. يستلزم إحياء الاتفاق استعادة الثقة المفقودة بين الجانبين حالياً، ويستلزم البناء على مشروع وليس على شخص”. ورأى أنّ “الاتفاق السابق كان بين قطبين أساسيّين من الحجم نفسه، ولهما تاريخ مشترك، هما سمير جعجع وميشال عون”. وذكّر بأنّ “القوات” و”التيار” عملا معاً من أجل قضايا عدة في مجلس النواب، منها مشاريع كهرباء زحلة والتدقيق المالي الجنائي ورفع السرية المصرفية، التي طرحتها كتلة “القوات” وسارت بها كتلة “التيار”.

وكانت مداخلة لبقرادوني قال فيها إنّ “اتفاق الرابية، وبعده اتفاق معراب، تجربتان مهمّتان جداً حقّقهما الثنائي ملحم الرياشي والنائب إبراهيم كنعان”. وتحدّث عن معادلة تقول إنّ “وحدة المسيحيين ضرورة للمسيحيين، ولكنها توحّد لبنان. إذا تقاتل المسيحيون يخسر لبنان. والأمر نفسه ينطبق على المسلمين. وحدتهم تقوّي لبنان، وإذا تقاتلوا يضعف لبنان. والمطلوب توافقان كبيران عند المسيحيين وعند المسلمين، وهذان التوافقان يبنيان الوحدة الوطنية”. وسمّى في الجانب المسيحي: التيار الوطني الحر، القوات، الكتائب، والمردة؛ وعند المسلمين: حزب الله، حركة أمل، تيار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي. 

وقال إنّ “الرياشي وكنعان قادران على التوصّل إلى اتفاق جديد بين التيار والقوات”، مذكّراً أنّه “بعد سنة ونصف السنة سيبدأ عهد جديد. وإذا كانت القوى المسيحية والإسلامية متّفقةً فيما بينها، ولا سيّما التيار والقوات، فيستطيع العهد الجديد الإقلاع بدعم مسيحي يريح الرئيس الجديد في حركته أياً يكن اسم هذا الرئيس”.

بقرادوني: “كلام الحاج يُحكى داخل “القوات” أيضاً. وفي رأيي أنّ بين المبادئ والمواقف اختلافاً، وأنّ اقتناعات جعجع لا تزال هي نفسها”

ورأى بقرادوني أنّ “الوقت ما زال مبكراً للحديث عن الانتخابات الرئاسية، لأنّ الرئيس المقبل لن ينتخبه مجلس النواب الحالي، فولايته تنتهي في أيار 2022 قبل انتهاء ولاية الرئيس في آخر تشرين الأوّل بخمسة أشهر”. وتحدّث عن الاحتمالات التي قد يواجهها المجلس النيابي، حيث إنّ “الاحتمال الأول هو التمديد للمجلس الحالي، الذي لا أكثرية فيه، كيلا نذهب إلى فراغ رئاسي جديد، والثاني ملء المقاعد التي شغرت بانتخابات فرعية، والإكمال بالمجلس نفسه، والثالث انتخابات نيابية جديدة يليها انتخاب الرئيس الجديد”.

إقرأ أيضاً: كتابٌ مفتوحٌ إلى سمير جعجع

وكان الختام مع الرياشي الذي قال: “الناس تصالحت. صحيح أنّهم يتقاتلون على السوشيل ميديا وأينما كان، ولكنّهم يعودون إلى العيش معاً. صفحة الماضي انطوت إلى غير رجعة، ولا أحد يذكّر بماضي جعجع أو عون في الحرب. أمّا الاتفاق من جديد فيتطلّب مشروعاً نتوافق عليه ونمشي معاً لتحقيقه. إذا توافقنا على الحياد، مثلاً، نسير به كما فعلنا في مجلس النواب في مشاريع قوانين عدة. وليست القوات التي أسقطت “اتفاق معراب”، بل الشريك فيه. القوات هي يد ممدودة، والاعتراف بالآخر في صلب عقيدتها. ولكن لا نمد يدنا لأيّ كان وكيفما كان”.

وتمنّى “لو سمح الوقت للخوض في ظروف وصول ميشال عون إلى الرئاسة، لتوضيح الأمور للصديق إيلي الحاج. سأناقشه بالتأكيد، وكنت أتمنى أن نتطرّق إلى ما كتبه في المقال في نقاش داخلي وليس في الإعلام. ولكن كل شيء قيل في الإعلام، ولا مشكلة. سأكلّمه وأجيبه عن هذه النقطة”.

مواضيع ذات صلة

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…

فرنجيّة وجنبلاط: هل لاحت “كلمة السّرّ” الرّئاسيّة دوليّاً؟

أعلن “اللقاءُ الديمقراطي” من دارة كليمنصو تبنّي ترشيح قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وفي هذا الإعلان اختراق كبير حقّقه جنبلاط للبدء بفتح الطريق أمام…